منهك أنا فربيع عمري يسبقه الخريف
وجذور عشقي تمتد في ألوان قوس قزح
حقولي بيادر ثلج تأبى الحصاد
وأنا مازلت وحدي ألملم خيوط شمسي
وأسقي زهور الملائكة
دموعي تثور ثم تغفو في أحضان القصيدة
ولوحدها أمي تحتفل وتشعل الشموع
على إيقاع هتافات رماة الحجر
وأنا مازال الحلم يراودني أن أعود قبل فوات الأوان
وأن أنسكب في أحضانها وأركع في مدينتها وأن أشعر بالأمان
وفجأة يرجع التاريخ ليكتبني فأوقظه
وتناديني تضاريس أوطاني
فأنساب كالحنين في شرايين المكان
أمواجي ترتكب من أجل يتامى اليمام
أنبل المعاصي في حديقة الحرمان
رعودي تزمجر وتزلزل الأكوان.
وتصبح حكاياتي هدايا تزين ألوان المطر
متيم أنا بالورود الحمر وأغنيات الوطن
ومولع أنا بجذوع السنديان
وتسحرني البندقية... وأيما بندقية
كلماتي رصاصات في كفوف فدائية
دمائي تغلي في عروق كبركان هائج هادئ
حزني يخنق تراكم السحاب
ودموعي تشتت قطعان الضباب
وياسميني مازال يزكم أنوف الذئاب
وتبقى باسقاً أغصان الأشجار الأبية.. أبجديتي أرسلتها للقمر
علمني البهاء فعلمته السهر
عيناي محراب في صدر الليالي الحالكات
وجعي يرهق الأمسيات وأنيني يؤرق الذكريات
والنجوم بفرح تتناقل بينها أطراف الخبر
تدون عن جراحي آلاف الروايات
ثم أصحو وبين ذراعي أجمل النجمات
وأعود كفارس من ذلك الزمان
مسافراً في اللا مكان
أنا وشجوني وقضيتي وطفلتي ووجعي والقمر