من ملفات الطب الشرعي ..لو أنصت لصوت العقل والحكمة ..لما كان فريسة للشيطان والانتقام

لم تبذل هيئة الكشف القضائي الكثير من الجهد للاستدلال على محل (أبو رضوان) المشهور والذي كان مسرحاً لجريمة قتل بشعة ذهب ضحيتها الشاب إيهاب حيث وجد ميتاً ودماؤه متناثرة في أرجاء المكان...

قاضي التحقيق قام بتوصيف موقع الجريمة وكذلك الجثة بشكل دقيق قبل وبعد تعريتها من الثياب، وتم تكليف الطبيب الشرعي بسام المحمد لمعرفة سبب الوفاة..

أما صاحب المحل (أبو رضوان) فكان أول من التقاهم قاضي التحقيق لمعرفة ظروف الحادثة وكانت إفادته أنه كان جالساً في المحل مع المغدور إيهاب، وهو سائق يعمل لديه وكل شيء عادي ولم يكن هناك زبائن وفجأة تتوقف سيارة حديثة أمام واجهة المحل وترجل منها رجلان، ودخلا بشكل طبيعي وعندما تأكدا أن المكان خال من الزبائن أشهر أحدهما مسدساً في وجهه وهدده باستعماله إذا لم يعطه المال الموجود معه وفي درج المكتب الذي يجلس أمامه، وخوفاً على حياته وحياة سائقه نفذ ما طلب منه والرجل الآخر كان يراقب المغدور إيهاب وبعد أن أخذا المال انسحبا مغادرين بسرعة وقبل أن يصلا إلى السيارة بقليل قفز إيهاب من مكانه وصاح منفعلاً وفتح باب المحل واندفع باتجاه الرجلين مهدداً يريد الإمساك بهما واسترجاع الأموال المسروقة، وهنا استدار صاحب المسدس وأطلق النار عليه مرتين قبل أن يركبا السيارة ويختفيا، أما تقرير الطبيب الشرعي بسام فقد جاء فيه أن (الجثة لرجل في العقد الثالث.. توفي نتيجة الطلق الناري من مسدس حربي عيار /9مم/) أدى إلى تكدم ونزف دماغي كما أدى الإطلاق إلى إحداث فوهه دخول في منتصف الجبين إلى اليمين قليلاً عن الخط الناصف للجبين وجرح الدخول محوط بطوق أسود (طوق مسح) بقطر حوالي /2مم/ وطوق سحجي بقطر /1مم/ ماعدا الجهة اليمنى فيصل قطره إلى /3مم/ وهناك طلق ناري مستقر في النهاية القفوية العلوية اليسرى من الرأس مع تأذ للصفيحة الداخلية للجمجمة في مكان استقرار الطلقة وبذلك يكون مسار الطلق الناري من الأمام إلى الخلف ومن اليمين إلى اليسار ومن الأسفل إلى الأعلى، وتقدر مسافة الإطلاق ما بين 40 سم وحتى 2 متر، وزمن الوفاة يعود إلى حوالي ساعتين تقريباً من ساعة وتاريخ الكشف. ‏

وبناء على ذلك طلب الطبيب الشرعي معاينة مسرح الجريمة من جديد فانتقل برفقة القاضي لمكان الجريمة (الحادث) حيث يقع المحل في أحد الشوارع الرئيسة في مدخل المدينة ويتألف من واجهة عريضة يتوسطها باب زجاجي، ومن الداخل طاولة الحساب مباشرة على يمين الباب بالقرب من الواجهة، وإن الداخل إلى هذا المحل يحتاج إلى هبوط درجتين ليصل إلى أرض المحل الذي ينخفض عن مستوى الشارع وبالحوار بين القاضي والطبيب الشرعي الذي قال: لو كان القاتل واقفاً خارج المحل فإن اتجاه الرمي سيكون من الأعلى نحو الأسفل وليس العكس كما تبين معنا أثناء معاينة الجثة، وبناء عليه فإن القاتل كان من الداخل وليس من الخارج، وبذلك يكون الادعاء من قبل صاحب المحل (أبو رضوان) كاذباً وبالتالي المرجح أنه القاتل على افتراض عدم وجود شخص ثالث.. وبناء عليه أعاد القاضي التحقيق مع أبي رضوان وواجهه بالحقائق العلمية ووسع أيضاً دائرة التحقيق لمعرفة العلاقة التي تربط الرجلين.. وبعد جهد اعترف (أبو رضوان) بجريمته النكراء حيث أفاد: بأن السائق إيهاب، المغدور، على علاقة قوية بابنته وصلت إلى حد الارتباط بزواج عرفي معها من دون معرفة من أبيها، وعندما علم أبوها بالأمر حاول جاهداً أن يعيد الأمور بجميع الوسائل بما فيها استرضاء إيهاب وإعطاؤه ما يريد من المال ولكنه رفض مدعياً أنها زوجته شرعاً.. وهكذا تراكم الحقد والكراهية في نفس الوالد حتى جاءت لحظة الشيطان والأخذ بالثأر واسترجاع الكرامة والشرف المهدور.. وبعدها أحيل المجرم إلى القضاء لينال جزاءه العادل... فلو أن هذا القاتل أنصت لصوت العقل والحكمة والتدبير وعالج هذا الخطأ الذي لا يتحمل كل تبعاته المغدور إيهاب وحده وإنما ابنته مشاركة فيه، وحاول أن يتقبل الموضوع كأمر واقع ويهيئ له أسباب التفاهم والاتفاق لما كان فريسة للشيطان والانتقام الذي قاده إلى السجن. ‏

‏

لاحول ولا قوة الا بالله

مشكور اخي عبدو

اسعدني مرورك اخي وسام