عبدة شيطان ومخدرات وإرهاب في «الأرواح المهاجرة»

فؤاد مسعد
عبدة الشيطان ، المخدرات ، الإرهاب .. هي المحاور الثلاثة الأساسية في الفيلم الجديد (الأرواح المهاجرة) الذي أعلن منذ أيام عن انطلاق شرارته الأولى وستدور كاميرته في وقت قريب وستتوزع أماكن التصوير في كل من سورية ، الإمارات ، تركيا، باريس، التشيك، تركيا ،

‏

وهو التجربة الإخراجية الأولى للمخرج خالد قداح وهو من إنتاجه ضمن إطار شركة (ملتي أكشن) ، تأليف مروان حموش وريم الديري وبطولة عدد من الفنانين، منهم: عبد الحكيم قطيفان، دينا هارون، إمارات رزق، لينا حوارنة، لونا الحسن، طارق مرعشلي، يزن السيد .. ومن الإمارات محمد الملا، والفنان العالمي فلاديمير هوتك .‏

هموم المغتربين العرب‏

يؤكد المخرج خالد قداح أن مجموعة العمل تضم خبرات عربية وعالمية وأنه سيتم التعامل مع الفيلم على مستوى تقني عال وسيكون هناك غرافيك وأكشن ومشاهد رعب .. ويهمه نجاح الفيلم أكثر من تسويقه لأنه يؤمن أن العمل الجيد يسوق نفسه وأوضح أنه سيشارك فيه من خلال المهرجانات، وقال: (الفيلم عمل سوري إماراتي مشترك وسيشارك فيه أكثر من خمسين نجم عربي وسوري ، وأتمنى أن يعبّر عن هموم المغتربين العرب بما أنه يتناول جانب من حياة المغتربين) وحول الرابط الذي يجمع الإرهاب بالمخدرات بعبدة الشيطان قال (كلهم مرتبطون ببعضهم البعض وسنرى أن هناك جهة واحدة تتحكم فيهم كلهم) .‏

أما الكاتبة ريم الديري فأوضحت أن الفيلم سيكون فيه مباشرة ولكنها لن تكون منفرة للجمهور وأكدت أنه تم العودة إلى مصادر حقيقية لكتابة الفيلم، وحول الخطوط الحمر شددت أن هذه ينبغي التعامل معها وفق أحد وجهين إما ألا نقترب منها او أن نتناولها بجرأة وبطرح صحيح له مرجعياته ، وهذا ما حدث في (الأرواح المهاجرة) .‏

السعي للحرية‏

تحدث الكاتب مروان حموش عن كيفية ولادة فكرة الفيلم ، فقال : الفكرة الأساسية وضعتها السيدة ريم الديري فطرحت فكرة فيلم يتناول قضية عبدة الشيطان المنتشرة في بعض الأماكن في الوطن العربي وفي أوروبا ، وتم الحوار حول الفكرة مع الأستاذ خالد قداح ورأينا أنها تحتمل إضافة قضايا أكبر فطرحنا قضية الإرهاب بكل أنواعه (الإرهاب الفكري والجسدي ..) وبشكل عام يحكي الفيلم عن الحرية، فنحن بشر موجودين على أرض واحدة ومن حقنا أن نعيش وهذا حق متساوٍ بين البشر مهما كانت آراؤنا ومعتقداتنا .‏

 ألا تشعر أن هناك ازدحام في القضايا المطروحة (عبدة الشيطان، مخدرات، الإرهاب) فكل منها يحتاج فيلماً ؟‏

أحياناً عندما يطرح الفيلم أكثر من قضية قد يؤدي ذلك إلى تشتت المتلقي أو المشاهد ، ولكن عندما تكون القضايا الثلاث مترافقة في الحياة وهناك صلة وصل حقيقية فيما بينها تعطينا فكرة حول الحرية ، فنحن ضد فكرة عبدة الشيطان لأنها تصل لمرحلة تبيح الدم البشري وبالتالي تصب في الإرهاب، وللأسف الشديد في الإعلام اليوم الإرهاب التصق بالإسلام ولكن الفيلم يتطرق لجميع أشكال الإرهاب وهناك متطرفون من جميع أنحاء العالم. لا بل ويشنون حملات تقول إن الإسلام والإرهاب هما وجهان لعملة واحدة وهي فكرة غير صحيحة عن الإسلام .‏

 كيف سيتم تقديم الغرب ؟ هل ستظهر وجوهه المتعددة أم وجه واحد منه ؟‏

كانت هناك محاولة لإضاءة هذه الناحية فالشخصية الرئيسية في الفيلم (سالم) إماراتي الجنسية ، وهناك شخصية أخرى اسمها (غالي بولاك) وهي لشخص ينتمي إلى فئة منتشرة في أوروبا من أهم أهدافها محاربة الإسلام ووصفه بالإرهاب ، ذهب بولاك إلى فرنسا ليلقي محاضرات عن الإرهاب بشكله الجديد الذي هو الإسلام وهناك يكون نزيلاً في فندق (سالم) ، فيدخل للفندق ويلتقي به سالم ويحدث حوار بينهما حول الإرهاب ، ونتيجة لمحاضرات بولاك يترصده المتشددون الإسلاميون ويقتحمون المكان ليغتالوه مع عائلته وعندما يتم تصويب البندقية على طفلته يركض سالم باتجاهها ليكون مظلة لها وبعد إطلاق النار نكتشف أنه دفع حياته ثمن فكره وإنسانيته وليحمي شريكته في الإنسانية الطفلة الصغيرة ابنة ألد أعداء الإسلام .. وبالتالي نحن نقول إن الإرهاب هو تطرف وليس له علاقة بدين .‏

 إلى أي مدى يعتمد الفيلم على مرجعيات موثقة ؟‏

إنه يعتمد بشكل كلي على العديد من المرجعيات وعلى حوادث موثقة وحقيقية .‏

 ماذا عن الشراكة بينك وبين الكاتبة ؟‏

الفكرة الرئيسية كانت التطرق لموضع عبدة الشيطان بالإضافة لقضية المخدرات ، وعندما تم استدعائي من قبل الشركة المنتجة وناقشنا النص تساءلت عن الرابط بين عبدة الشطان والمخدرات وما الغاية من الفيلم وما مقولته ، هل هي الإشارة لهم فقط وهل هذا يكفي لصناعة فيلم ؟.. وحدث الاتفاق أن أكتب الفيلم برؤيتي وبعدم الرجوع إلى كل ما كُتب سابقاً ، فبقيت الفكرة الرئيسية التي أطلقتها السيدة ريم الديري مع المخرج خالد قداح وهي إنتاج فيلم سوري إماراتي مشترك يتناول عدة قضايا من بينها عبدة الشيطان ، ولكن الفيلم كتابةً من الألف إلى الياء أنا من اشتغل عليه ، ففي مثل هذا النوع من الكتابة الشراكة أمر صعب .‏

وماذا يمنع أن تنجو ل في صفحاتك

ونتمتع بيما يزرعه قلمك

من فن وابداع متقن

تقبلي مروري وشكري