الدامغة ونقيضتها

جرير و الفرزدق

الشاعر جرير:هو جرير بن عطية الخطفي أحد بني يربوع، من بعض بني تميم.
ولد في اليمامة سنة 30 هجري ونشأ فقيرا يرعى أبل قومه،وهو شاعر وجداني مطبوع،
غزير الشعر، فصيح الألفاظ متين التراكيب وعذوبة السبك.

الشاعر فرزدق:هو أبو فراس همام بن غالب بن صعصعة من مشاجع بن دارم من بني
تميم وجده محي الموءودات وهو شاعر مقتدر الفاظه جزلة وتراكيبه متينة.

وكانت مناسبة الدامغة:كانت المناظرة الشعرية بين جرير و الفرزدق فقد وصلت ألى حد
الهجاء الشديد،ولما أنتصر الراعي النميري للفرزدق،وكان ذلك من سوء حظه،حين قال:
يا صاحبي دنا الوداع فسيرا غلب الفرزدق في الهجاء جريرا
بعد حين نظم جرير قصيدته التي كان لها من الوقع والتأثير أن دارت على ألسنة الناس،
فوصمت بني نمير بالعار حتى صار الواحد منهم ينتسب إلى غير قبيلته وقد بدأ في قوله:
أقلي على اللوم عاذل والعتابا وقولي أن أصبت لقد أصابا
وقال في هذه الأبيات :


جرير

أعد الله للشعراء مني صواعق يخضعون لها الرقابا
لقدخزي الفرزدق في معد فأمسى جهد نصرته اغتيابا
فما هبت الفرزدق قد علمتم وما حق ابن بروع أن يهابا
أنا البازي المدل على نمير أتحت من السماء لهل انصبابا
أذا علقت مخالبه بقرن أصاب القلب أو هتك الحجابا
فلا صلى الإله على النمير ولا سقيت قبورهم السحابا
ولو وزنت حلوم بني نمير على الميزان ما وزنت ذبابا
فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا
إذا غضبت عليك بنو تميم حسبت الناس كلهم غضابا

مما جاء في رد الفرزدق:

أنا أبن العاصمين بني تميم أذا ما أعظم الحدثان نابا
يردون الحلوم إلى جبال وإن شاغبتهم وجدوا شغابا
لنا قمر السماء على الثريا ونحن الأكثرون حصى وغابا
أتعدل حومتي ببني كليب إذا بحري رأيت له اضطرابا
تروم لتركيب الصعداء منه ولو لقمان ساورها لهابا
ولم ترث الفوارس من كليب ولا كعبا ورث ولا كلابا
فكم من خائف لي لم أضره وأخر قد قذفت له شهابا
ولست بنائل قمر الثريا ولا جبلي الذي فرع الهضابا
فإنك من هجاء بني نمير كأهل النار إذ وجدوا العذابا

مشكورة أخت هناء على متابعة مواضيعي