غداً عيد الأضحى المبارك ولهذا العيد طقوسه الخاصة لدى أبناء الجولان المحتل، وعندما نقول له طقوسه الخاصة كغيره من الأعياد الوطنية والدينية غالباً ما
يكون لبوسها لبوساً من نوع آخر،
إنه ومنذ عدوان حزيران عام 1967، وقد اتخذ أبناء الجولان المحتل طريقة خاصة للاحتفال بالأعياد أياً كانت وعيد الأضحى الذي يطل علينا يوم غد
يندرج ضمن هذه الطرق فيه يلبس أبناء الجولان اللبوس الوطني الذي يأخذ الطابع المقاوم للاحتلال والتمسك بالهوية الوطنية والانتماء للأرض التي ولدوا فوق
ترابها وتشربوا من مائها الحب والوطنية والدفاع عن الأرض والعرض والكرامة.
إذاَ عيد الأضحى في الجولان تتميز طريقة الاحتفال به بالتمسك بالأرض والهوية والانتماء للوطن الأم سورية حتى إن الأعياد الدينية التي يشكل عيد الأضحى
واحداً منها وقد لبست كما قلنا اللبوس الذي يعبر عن مدى حب أبناء الجولان لأرضهم وتاريخهم الذي يعبر عن تاريخ الآباء والأجداد الذين علموهم معاني
البطولة والفداء، علموهم كيف يكون الدفاع عن الأرض التي ولدوا وعاشوا فوق ترابها الذي يعطيهم الخير ويغذيهم بمعاني البقاء لخدمتها.
نحن نقول:
إن الحديث عن العيد وطقوسه في الجولان لابد من التوقف عند بعض المحطات التي لاتزال ماثلة بيننا، فأبناء الجولان المحتل يؤكدون كل يوم وكل ساعة المضي في مقاومة الاحتلال الصهيوني الإرهابي وعيدهم الأكبر هو يوم تحرر جولاننا الغالي من هذا العدو.. فأهلنا ومن خلال تجمعاتهم التي تجمع الأهل والأحبة لا يعرفون سوى الحديث عن كيفية مواجهة الاحتلال الصهيوني.. كيف يواجهون هذا المحتل...؟ يواجهونه من خلال المزيد من لحمتهم الوطنية، وبالمزيد من المقاومة.
المقاومة التي من خلالها يلقنون هذا المحتل الدرس تلو الدرس في الفداء.. فداء الأرض بالغالي والنفيس، فالأرض بالنسبة للسوريين بشكل عام والجولانيين بشكل خاص تعني الكرامة والعزة والكبرياء لا يمكن التنازل عن حبة تراب واحدة منها.
يوم غد عيد الأضحى المبارك.. فيه يؤكد أهلنا على الأمهات أن يرضعن
أولادهن حليب حب الأرض والتمسك بها لأنها الشرف الذي دافع عنه الآباء والأجداد عبر سنوات طويلة من الاحتلال.
فالعيد بالنسبة للجولانيين الرازحين تحت الاحتلال يعني تقديم المزيد من التضحيات.. تقديم المزيد من المواجهات مع هذا العدو الذي لا يعرف سوى لغة
القوة .. هذا هو عهدهم الذي عاهدوا الأرض والهوية التي يعتزون بحملها لأنها تمثل كرامتهم وكبرياءهم.. إنه العهد الذي رددوه أمام جلاديهم وهم ينشدون
نشيد الوطن.. نشيد الانتماء..