أسدل الستار على الدورة الثامنة عشرة من مهرجان دمشق السينمائي لتنطلق الاستعدادات قريباً للتحضير للدورة القادمة ، وقد زخرت الدورة (18) بالعديد من
الفعاليات الهامة
ولعل واحدة من ميزاتها أن هناك دولة ضيف شرف (تركيا) إضافة لتنوع في الضيوف وعرض مجموعة هامة من الأفلام السينمائية .. وفيما يلي نعرض لعدد
من الأفلام الحاصلة على الجوائز التي انتهت إليها لجان التحكيم ..
الخارجون عن القانون
حصد الفيلم الجزائري (الخارجون عن القانون) للمخرج رشيد بو شارب جائزتين من مهرجان دمشق السينمائي, ، جائزة أفضل فيلم عربي والجائزة الذهبية في
المسابقة الدولية الرسمية للفيلم الطويل وقد استلم الجائزة كل من الفنانين شافية بو دراع وأحمد بن عيسى الذي أهدى الجائزة إلى شعب الجزائر وكل دولة قامت
بالحروب والمقاومة لنيل حريتها ، ولكل الدول التي تكافح لنيل حريتها .. يتناول الفيلم حكاية ثلاثة إخوة وأمهم ، تفرقوا بعد أن تم طردهم من أراضيهم الجزائرية
مسعود التحق بالجيش الفرنسي في الهند الصينية و تولى عبد القادر في باريس رئاسة حركة استقلال الجزائر أما سعيد فقد جمع ثروة في حانات ونواد
الملاكمة في بيغال ، ولكن قدرهم الراسخ في حب أمهم سيجمعهم بحب وطن يقاوم من أجل حريته .. الفيلم من بطولة سامي بوعجيلة ، جميل ديبوزة: سعيد
، رشدي زيم ، شافية بو دراع ، أحمد بن عيسى ..
مطر أيلول
مرة أخرى يصر المخرج عبد اللطيف عبد الحميد أن يرى الدمعة في أعين الحضور ، إنه زمن الحب الذي يمتلك الكثير من النهايات ، ولكنها ليست تلك النهايات الوردية السعيدة وإنما المؤلمة التي تحمل في ظاهرها شيء من الكوميديا ولكنها تحمل الوجع في داخلها .. هذه حال فيلمه الأحدث (مطر أيلول) الذي نال برونزية المسابقة الرسمية للفيلم الطويل ، والفيلم من بطولة : أيمن زيدان، سمر سامي، قاسم ملحو، حازم زيدان، جمال قبش، يامن الحجلي، مجد رياض، ميسون أسعد، لواء يازجي، مازن عباس . ومن إنتاج (ريل فيلم) وهو ينوس بين الاستعارات الرمزية المجازية والمبالغات الكوميدية . فهناك أسرة مكونة من أب وستة أولاد شباب يبدو جميع أفرادها وكأنهم مصابون بأعراض حب لاشفاء منه. أحدهم يقطع شوارع دمشق يوميا وهو يركض من أجل أن يلقي نظرة على الفتاة التي يحبها، وآخر يغرق سيارة حبيبته كل صباح بالصابون وهو يغسلها بانتظار أن تخرج الأميرة وتجلس وراء المقود . والأشقاء الأربعة الآخرون متيمون بأربع شقيقات، مما يخلق لدى الناظر إليهم انطباعا بأنه يقف بإزاء قصة حب واحدة ولكنها مكررة أربع مرات . والأب أيضا عاشق، وأجمل الأوقات هي التي يلتقي فيها من يحب في أحضان الطبيعة، ضمن سيارته القديمة وتحت رزاز المطر الذي سنكتشف لاحقا أنه ليس مطرا طبيعياً ، ولكن أحداث الفيلم تنعطف في اتجاه مفاجئ نحو المأساوية والموت والحزن ..
يرجى عدم الإزعاج
الفيلم الإيراني (يرجى عدم الإزعاج) للمخرج محسن عبد الوهاب نال فضية المسابقة الرسمية للفيلم الطويل وهو من بطولة : باران كوساري ، أفشين هاشمي ، هدايات هاشمي ، شيرين يزدنبخش ، محسن كاظمي ، حامد بهداد . ويتناول ثلاث قصص تجري وقائعها في العاصمة الإيرانية، طهران. نشاهد في القصة الأولى كيف تتعرض شابة للضرب على يد زوجها، ثم تحاول الزوجة أن تتقدم بشكوى رسمية ضده فيشعر بالقلق خوفاً من أن يؤثر ذلك سلباً على وظيفته، ناهيك عن الإحراج الذي سيواجهه بسبب هذه الفضيحة . أما القصة الثانية تتناول سرقة محفظة وأوراق أحد رجال الدين ومحاولاته الرامية إلى استرداد هذه الممتلكات من اللص الذي قام بسرقتها. وفي القصة الأخيرة نشاهد زوجين مسنين يتعطل جهاز التلفزيون في منزلهما لكنهما يشعران بالخوف بسبب وجودهما بمفردهما في بناء مهجور من السكان لدرجة تمنعهما من فتح الباب لاستقبال العامل الشاب الذي يأتي لإصلاح الجهاز.
أفضل ممثل وممثلة
لقد استطاعت الممثلة غابرييللا ماريا شميد في الفيلم الألماني (مصففة الشعر) للمخرجة دوريس دوري أن تنتزع الإعجاب بأدائها المتقن والعفوي الذي
يدخل القلب دون استئذان فنالت جائزة أفضل ممثلة عن دورها الذي أدت فيه شخصية أم تعيش مع ابنتها بعد أن هجرها زوجها وتريد أن تعتاش من علمها
فنتابع إصرارها وقدرتها على الحياة رغم السمنة التي تعاني منها والتي تقف حجر عثرة أكثر من مرة. إنها مصففة شعر من الطراز الرفيع تقرر أن تفتح
صالونها الخاص فتلجأ لكل الوسائل المتاحة لجني المال لتحقيق حلمها، ولكن تصل إلى طريق مسدود يدفعها للعمل في صالون آخر والتنازل عن حلمها ولكن
رغم ذلك مازالت تمتلك ابتسامتها الساحرة .
الممثل الروماني جورج بيستيرينو نال جائزة أفضل ممثل عن فيلمه (إذا أردت التصفير، سأفعل) للمخرج فلورين سيربان ، حيث أدى شخصية سيلفيو وهو
فتى جانح على وشك أن يتم إطلاق سراحه من المعهد الإصلاحي، إذ لم يتبق له سوى خمسة أيام فقط ليعود إلى حياة الحرية. ولكن قبل أن يحين هذا
الموعد، يتناهى إلى علمه نبأ ظهور والدته بعد غياب طويل، ويبدو أنها مصممة على أن تأخذ شقيقه الصغير ليعيش معها . فيعيش بصراع مرير خاصة أنه
هو من قام بتربية شقيقه الصغير ويحبه محبة الوالد لولده . وخلال الفترة التي أمضاها سيلفيو وراء القضبان وقع في غرام آنا ، الباحثة الاجتماعية الشابة
التي تدرس علم النفس. لكن الوقت يمر بسرعة وقلق سيلفيو حول مصير شقيقه الصغير يتحول إلى نوع من الفزع. لذلك يقرر من دون أي تردد اختطاف آنا
والهروب سوية. وفي اللحظة التي يهرب فيها سيلفيو يشعر بطعم الحرية ونسمات الهواء تداعب شعره ويتذوق طعم الحب من خلال أول قبلة يطبعها على
شفتي آنا يبدو له أن كل شيء ممكن في رحاب الحرية .
والممثل جورج بيستيرينو هو غير محترف ، طالب مدرسة ثانوية من بوخارست . وقد تم اختياره لأداء دور البطولة مع مجموعة من الفتيان بعد سلسلة
من الاختبارات التمثيلية استغرقت ستة أشهر .