غربه غربه

أتراك تفعل الآن فعلي، أتراك تكتب لي كما أكتب لك.. وأكتبك.. وتتذكر لحظات الوداع.. عبقة بهدير الطائرات وضجيج المسافرين، أتراك تنفق اشتياقي.. كما أنفقت أنا اشتياقي

أنا الآن.. كما منذ غيابك، أقتات على قبلاتك المسروقة وهمسك الدافئ في أذني.. أحبك.. تقاطعه لحظة خوف أو وقع خطى. أنا الآن كما بعد ألف غيابك.. ظل خلف الستائر. أسترق الضوء من شوارع المدينة، وأبحث بين ظلال الأعمدة الخشبية عن ظل يتحرك نحوي، ويرفع يديه منادياً: كنت أمازحك.. أنا لم أسافر.. أنا بين ذراعيك هنا.. لكن ظلال الأعمدة لاتتحرك، وأنت لم تناد «أنا بين ذراعيك هنا». ‏

أنا الآن غريبة عن نفسي.. غريبة عن وجهي وسريري ووسادتي.. غريبة عن لون شفتي وعن نبضي.. غريبة عن دفاتري وأقلامي.. وأنت.. أنت غربتي.. ‏

هل ستعتاد على دفء باريس وتتقبل ماءها المعلب، وفطورها المعلب، وهواءها المعلب. هل ستعتاد على صباحاتها المهجنة وغروبها الزيتي، هل ستنعم بشمس باريس وتفترش زقزقة عصافيرها بذات اللذة بين عصافير بلادك. هل ستغرق في عينين زرقاوين، وقوام جميل وشعر أشقر على ضفاف السين، وأنت على ضفاف شهوتك تبقى مستغرقاً في عينيها وتستدرجها بإلحاح شرقي لتلقي عليك التحية «بونجور» لترد بصوت جائع «عليك السلام». سيكون خجلك أمامها مثيراً فهي لم تعتد خجل الرجال، وسترغب في قراءتك.. سترغب بك فأر تجارب، وأنت ستقبل الوظيفة.. ستدعوك إلى منزلها.. إلى غرفتها.. ستحمل منك الفاتنة بالرغم من حذرها، فهي لاتدرك بأن بذور الحرمان لاتخطئ وستعلن لك عما تحتضن في أحشائها بابتسامة خجولة، وتخيرك. إما أن يولد الطفل لوالدين أو يولد لأم عزباء.. ستأخذك النخوة إلى أعتى الأفق وتختار الأبوة.. لطفل سيبصر النور بمحض الفضول، وتبقى في باريس.. بلد الحرية.. ويجف الدمع فوق المدرجات، ويضيع منك المطار.. ويضيع لقائي.. ويضيع منك صدري.. وأعود من بعدك إلى نفسي لأبحث عن حب جديد.. قد لاتسرقه مني الغربة.. فوداعاً أيها الحب الآثم.. خلف البحار.. وداعاً أيتها الغربة..

سلمت يداك على ما خطه لنا قلمك من ابداعات وروائع
تقبل مروري المتواضع بصفحتك الذهبيه

تسلمي د يمان على مرورك الرائع

هل ستنعم بشمس باريس وتفترش زقزقة عصافيرها بذات اللذة بين عصافير بلادك. هل ستغرق في عينين زرقاوين،

وقوام جميل وشعر أشقر على ضفاف السين، وأنت على ضفاف شهوتك تبقى مستغرقاً في عينيها

وتستدرجها بإلحاح شرقي لتلقي عليك التحية «بونجور» لترد بصوت جائع «عليك السلام».

يا سلام ، رائع جدا ، كلمات وضعت في مكانها ، مقال رائع وهادف ،

أتمنى منك المزيد المزيد عبدو

تقبل مروري

مشكور كتير اخي محمد على تعليقك الاكتر من رائع
لك مني اجمل تحيه لشخصك الكريم