أكد رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي أن القدس هي قرة عين كل العالم
الإسلامي وهي القبلة الأولى ولا يمكن قبول أي اعتداء إسرائيلي عليها وعلى الأماكن المقدسة مطلقاً.
وعبر أردوغان في كلمة له أمام القمة العربية عن شعوره بالامتنان الكبير للمشاركة في القمة وقال:
من صميم قلبي أقول إن مصير اسطنبول لا يختلف عن مصير سرت وعن مصير طرابلس
والقاهرة ودمشق وبغداد وصنعاء ومكة المكرمة والمدينة المنورة ومن دون شك مصير القدس.
وأضاف أردوغان إن تاريخنا وعقيدتنا لم يجعلانا أصدقاء فقط بل أقول
بخطوط عريضة جعلانا أشقاء واننا دونا التاريخ الغني والكبير لهذه المنطقة
معا ويجب ألا يشك أحد بأننا سندون معاً أيضاً المستقبل المشرق لهذه المنطقة..
واننا نعيش في جغرافيا صعبة ومع الأسف خاصة في القرن الأخير نتواجد في جغرافيا شهدت
الدماء والدموع والحزن والصراع والاحتلالات ولكن هذا الوضع لن يدفعنا نحو اليأس إطلاقاً.
وتابع أردوغان.. إن التحالف هو دواء لكل داء والتوحد يعني التماسك والنشاط ونستطيع
معا إنشاء المستقبل والسلام والرفاهية والأمن ونستطيع اجتياز كل المشاكل بالتعاون ووحدة المصير ووحدة الفؤاد.
. وفي هذه النقطة أولي أهمية خاصة للجامعة العربية وأرحب بمضاعفة تأثيرها في الفترة الأخيرة
في السياسة الإقليمية والعالمية وأتمنى استمرار كل هذه المبادرات بسرعة.
وعبر أردوغان عن تأييد بلاده لاقتراح آلية الرابطة الإقليمية والاستعداد للتعاون مع الجامعة العربية بهذا الشأن.
المجتمع الدولي وجها لوجه مع امتحان جديد وصعب في موضوع إنعاش مسيرة السلام
وأضاف أردوغان.. من الطبيعي أن تركيا لا تستطيع أن تتجاهل تطورات الشرق الأوسط
وتتناول كل حدث لوحده بشكل منفصل عن توازنات المنطقة حيث أن هذا أمر غير واقعي
ودينامية الأحداث التي تقع في المنطقة وتدخل عدد كبير من اللاعبين في
الاحداث وتأثير كل تطور على تطور اخر كل هذه العوامل ترغم على
ضرورة إبداء تفهم شامل لهذه المشاكل.
وتابع أردوغان.. إن القضية الفلسطينية هي من أكثر القضايا المهمة والعاجلة من اجل التسوية
في المنطقة ويبقى اليوم المجتمع الدولي وجها لوجه مع امتحان جديد
وصعب في موضوع إنعاش مسيرة السلام وقد قدمت القيادة الفلسطينية
والبلدان العربية موافقتها بشكل متحفظ للمفاوضات غير المباشرة..
والشيء الذي يقع على عاتق الاطراف في هذه المرحلة هو منح الفرصة بشكل رئيسي للسلام
ونريد نحن في هذه المرحلة رؤية نهاية الطريق وليس خارطة الطريق.
واعتبر أردوغان أن إعلان وزير الداخلية الإسرائيلي ايلي يشائي بأن القدس
عاصمة لاسرائيل هو جنوناً ولا يلزم إطلاقاً بل يدفع إسرائيل إلى العزلة
وأن إنشاء 1600 وحدة استيطانية في القدس المحتلة امر غير مقبول وليس له أي مبرر لافتاً إلى
أن الرباعية الدولية شجبت هذه العملية لأنها لا تتلاءم مع القانون الدولي والضمير الإنساني.
إسرائيل لا تنتهك القانون الدولي فقط بل تنتهك الأحاسيس الإنسانية والتاريخ
وقال أردوغان.. إن إسرائيل بموقفها هذا لا تظل منتهكة للقانون الدولي فقط بل
تنتهك الأحاسيس الإنسانية والتاريخ في نفس الوقت.. فقد كانت القدس تاريخياً مدينة
مثالية للسلام والتعايش معاً والاحترام المتبادل عبر القرون ويجب ألا ننسى أن احتراق القدس يعني احتراق فلسطين واحتراق فلسطين يعني احتراق الشرق الأوسط واحتراق الشرق الأوسط يعني عدم إحلال السلام والامن في عالمنا.
وأضاف أردوغان.. أن عدم التجاوب مع القانون الدولي وقرارات الامم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي واهدار الوقت بالمفاوضات التي لا تحقق نتيجة لا يؤدي إلى التسوية ولا يمكن بذلك تسوية المشكلة وكذلك فان الحصار الإسرائيلي على غزة اصبح سببا لمأساة لها نتائج إنسانية جسيمة أمام أنظار المجتمع الدولي.
رفع الحصار عن قطاع غزة مسؤولية الإنسانية جمعاء
وقال أردوغان.. في غزة هناك 5000 أسرة فلسطينية في ظروف غير إنسانية وتواصل معيشتها في
الظروف القاسية ويجب على الإنسانية أن تعلي صوتها ويجب التدخل لوقف ذلك ولإزالة هذا الوضع
غير الإنساني وهذه مسؤولية الإنسانية جمعاء.
وأضاف أردوغان.. أن كل فلسطيني وكل مسلم بحاجة إلى الوحدة والتسامح اكثر مما مضى داعيا الفلسطينيين
وخاصة حركتي فتح وحماس إلى الوحدة الوطنية الفلسطينية مؤكداً مساندة تركيا لهذا التضامن والتعاون.
وقال رئيس الوزراء التركي إن بلاده ترى أن تسوية القضية الفلسطينية هي مفتاح السلام والامن
في المنطقة وهي تساند هذه القضية.
وتابع أردوغان.. نحن من انصار السلام ونستطيع جميعاً إنشاء المستقبل وفق اسس السلام والرفاهية وعلينا تحمل المسؤولية وندعو الجميع الى تحمل هذه المسؤولية بأفضل شكل لتأسيس مستقبل تلتقي فيه الحضارات
وليس فيه صراع بين الحضارات وبهذا المنظور لا يستطيع أحد أن يزج بالإنسانية مفهوم
"الإسلامو فوبيا" فهذا المفهوم جريمة انسانية والذين يقومون باتهام الاسلام بذلك يرتكبون جرائم انسانية.
وعبر أردوغان في ختام كلمته عن تمنياته بنجاح القمة العربية وأن تؤدي إلى نتائج خيرة لمنطقتنا وللعالم أجمع.