مسرحية شجرة القمر

[/right]

أشكو أيامي إليك سعادة السفيرة ، سفيرة قلبي ، إليك لتحكمي في قضيتي ، سيدتي القاضية ، فكوني لي عونا للوصول الى مناي ، يا منيتي

إليكِ قصتي ، احفظيها في قسم القضايا المعسرة التي لا حل لها إلا بك ، وبوصلك :

كنت غلامًا غريبَ الرؤى غامض الذكرياتْ

وكان يطاردني عطر الرُّبَى وصَدَى الأغنياتْ

وكانت خلاصةُ أحلامِي أن أصيد القَمَرْ

وأودعَهُ قفصًا من ندًى وشذًى وزَهَرْ

وكنت أقضِّي المساءَ أحوك الشباكَ وأَحْلُمْ

أوسّدُهُ عُشُبٌ باردٌ عند نبع مغمغِمْ

وأسْهَرُ أرمُقُ وادي المساء ووجْهَ القَمَرْ

وقد عكستْني مياهُ غديرٍ بَرُودٍ عَطِرْ

وما كنت أغفو إذا لم يَمُرّ الضياءُ اللذيذ

على شَفَتييَّ ويسقيني إغماءَ كأسِ نبيذْ

وما كنت أشربُ من منبع الماء إلاّ إذا

أراق الهلالُ عليّ غلائلَ سكرى الشَّذَى

لقد تقطعت أوصالي بعد أن وصلت إلى هذا الحد ، فهلا أمهلتيني أغيب يومي باكيا على الماضي لأكمل لك قصة

تغار منها حسناوات الجبال ، وتغفو على مسمعها بنات الخدور ، وتروق للعاشقات دنيا جحيم الحب لسماعها

تنقر القاضية نقرا خفيفا على الطاولة ، وتقول بصوت حاد : هدوء

فجميع الحاضرين لهذه المحكمة نساء ، وأنا الوحيد بينهن شاب بلغت سن الخامسة والعشرين ، وكأن عمري الفعلي

مئة أو يزيد .!

القاضية : نرجو منك يا سيد متابعة قصتك ،

تقول القاضية للحاجبة : كأس ماء للسيد

نعم سيدتي القاضية ، سأتابع :

وفي ذات صيفٍ تسلّلت مساءْ

خفيفَ الخُطَى, عاريَ القدمين, مَشُوقَ الدماءْ

وسرت وئيدًا وئيدًا إلى قمَّةٍ شاهقهْ

وخبّأتُ هيكلَي في حِمَى دَوْحةٍ باسقهْ

ورحت أعُدّ الثواني بقلبٍ يدُقّ يدُقّ

وأنتظرُ القَمَرَ العذْبَ والليلُ نشوانُ طَلْقُ

وفي لحظةٍ رَفَعَ الشَّرْقُ أستارَهُ المُعْتمهْ

ولاحَ الجبينُ اللجينيّ والفتنةُ المُلْهِمهْ

وكان قريبًا ولم يَرَ صيّادَنا الباسما

على التلِّ فانسابَ يذرَعُ أفْقَ الدُّجَى حالما

... وطوّقَتهُ أنا العاشقُ الجبليّ ومسَّ جبينَي

وقبّلتُ أهْدابَهُ الذائباتِ شذًى وليونهْ

وعدتُ به: ببحارِ الضِّياءِ, بكأس النعومهْ

بتلك الشفاهِ التي شَغَلتْ كل رؤيا قديمهْ

وأخفيته في كُوخي لا أملُّ إليه النَّظَرْ

أذلكَ حُلْمٌ? وكيف وقد صدت.. صدتُ القَمرْ?

وأرقَدَته في مهادٍ عبيريّةِ الرّوْنقِ

وكلّلَتهُ بالأغاني, بعيْنيهِ, بالزّنْبقِ

ضجيج يعلو في قاعة المحكمة ، القاضية تشاور المستشارتين ، تضيق ذرعا القاضية من الأصوات

يعلو الضجيج ، تطرق على الطاولة طرقة تهز أرحاب المكان ، يقف الضجيج ،

تابع يا سيدي ، فقد أثرت شجوني ،

تمسح القاضية دموعها حسرة على شاب في مثل هذا العمر ، وكأنها تذكر قصتها

وفي القريةِ الجبليّةِ, في حَلَقات السّمَرْ

وفي كلّ حقلٍ تَنَادَى المنادون: "أين القمر?!"

"وأين أشعّتُهُ المُخْمليّةُ في مَرْجنا?"

"وأين غلائلُهُ السُّحُبيّة في حقلنا?"

ونادت صبايا الجبالِ جميعًا "نُريدُ القَمَرْ!"

فردّدتِ القُنَنُ السامقاتُ: "نُريدُ القَمَرْ"

"مُسامِرُنا الذهبيّ وساقي صدى زَهْرنا"

"وساكبُ عطر السنابِل والورد في شَعْرنا"

"مُقَبّلُ كلّ الجِراح وساقي شفاه الورودْ"

"وناقلُ شوقِ الفَرَاشِ لينبوعِ ماءٍ بَرودْ"

"يضيءُ الطريقَ إلى كلّ حُلْمٍ بعيدِ القَرَارْ"

"ويُنْمي جدائلَنا ويُريقُ عليها النُّضَارْ"

"ومن أينَ تبرُدُ أهدابُنا إن فَقَدْنا القَمَر?"

"ومَنْ ذا يرقّقُ ألحاننا? مَن يغذّي السّمَرْ?"

ولحنُ الرعاةِ تردّدَ في وحشةٍ مضنيهْ

فضجّتْ برَجْعِ النشيدِ العرائشُ والأوديهْ

هنا أقف عن الكلام ، تذرف دموعي على خدي ،

تقول القاضية : أيتها الحاجبة ، اجلبي له كرسي ، ليتابع قصته أرى التعب باديا على وجهه وجسمه النحيل

الحاجبة : أمرك سيدتي

أجلس وأطلب كأسا من النبيذ ، لأشربه فيدفئني ، الجو بارد ،

ألاحظ الحزن على وجوه الحاضرات ،

أطلب من القاضية انهاء المحكمة

ترد القاضية : تابع يا سيد ، وتصرخ احدى الفتيات من القاعة ، تابع أرجوك ، وتشهق شهقة وتخر على الأرض مغشيا عليها

كلمات اجبرتني علي مشاركتكـ لاحساسي بصدقها

وايمانا مني بقلم يختار اجود المفردات

ماذا أقول لكـ يا سيد الحرف ومنبع المعاني

وبستان الكلام ..المعطره

لك كل مني خالص التحيه

شكرا لك أخي محمد
تقبل مروري المتواضع

لم أجد مفردات ومعاني
توفيك حقك أخي
فأنا حينما مررت
من هنا
سحرتني معاني كلماتك
وخطفت بصري دررك المتلألاه هنا
فماأجملها هي تعابيرك
فلقد أحتوت علي أحاسيس
لايمكن أن تجد سوي بين كلماتك
أحاسيس خطت بقلبك الصافي اخي
وبقلمك الذي دائما
عودنا علي الروعه والجمال
عودنا علي أن يرسم لنا بالمعاني
لوحة مبدعه
نتهافت نحن لكي نتمتع برؤيتها
ونسارع لاقتنائها وبأغلي الأسعار

فأنا قد أحترت في وصف كلماتك اخي
أن قلت رائعه فأنا لم أقل شيئا جديد
وأن قلت جميله فالجمال لايأتي امامها شيء سلمت يمناك اخي محمد

يسلمووووو اخوي على الابداع المميز

والله يطرح فيك البركة

حقيقة قلت أجرب بشيء بسيط أن أكتب مسرحية ، ولكتن على سبيل المثال غنائية

والشاعرة نازك الملائكة أول من كتب الشعر الحديث، أو فلنقل ان السياب أول من كتب الشعر الحديث

أيا كان ،

اهمية ما فعلت يكمن في رأيكم ، فإن كان ما كتبت جيدا سأستمر في كتابة مثل هذا النوع من المسرحيات

بشيء من التعمق ، وإن لقيت نقدا يجعل من المسرحية تموت فهنا سأنسحب من هذه المغامرة

أشكركم جميعا على مروركم الذي أسعدني ، وأتمنى دراسة الامر جيدا

واطلاعي على نقدكم الذي سيجعلني سعيد

يعطيك العافيه اخي الكريم