هذه ورقة من أحد النباتات التي زودها الله بجهاز خاص
للبكاء!! فهي تفرز مادة دمعية عبر قنوات خاصة، ويعجب العلماء من تصرف هذا
النبات، لماذا يقوم بهذه العملية وما هي الحكمة منها؟ إنها آية من آيات
الله في النبات، أليس الله تعالى هو القائل في كتابه المجيد: (وأنه هو أضحك
وأبكى)؟ وهو القائل أيضاً: (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون
تسبيحهم)؟؟ فسبحان الله الذي جعل في كل شيء له آية تدل على أنه واحد أحد.
انظروا
معي إلى هذه النملة! لها فكين يقول العلماء عنهما إنهما أقوى من فكي
التمساح طبعاً إذا أخذنا بالاعتبار حجم كل منهما. ولدى دراسة دقيقة أجريت
على النمل تبين أن النملة عندما تهاجم فريستها تضربها بفكيها بسرعة هائلة
تفوق سرعة أي حيوان مفترس! وسبحان الله! هذه المخلوقات الضعيفة الصغيرة
أودع الله فيها كل هذه الأسرار، أقلها أن للنمل لغة خاصة به يتخاطب مع
أصدقائه ويحذرهم من أي خطر، ألا تستحق منا أن نقف ونتأمل سورة النمل عندما
تحدث القرآن عن هذه المخلوقات: (حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ
النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا
مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا
يَشْعُرُونَ) [النمل: 18].
قام
العلماء بالعديد من التجارب ودهشوا عندما علموا أن الطيور
تكـــــــــــــــــــــــ مثل البشر تماماً!!. فقد أعطى الله القدرة
لسيدنا سليمان فكان يفهم لغة الطيور ويخاطبهم، وعندما تأخر طائر الهدهد
وجاء فأخبر الملك سليمان أنه وجد قوماً يسجدون للشمس من دون الله، قال له
سليمان: (قَالَ سَنَنْظُرُ أَصَدَقْتَ أَمْ كُنْتَ مِنَ الْكَاذِبِينَ)
[النمل: 27]. من الذي أخبر الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم بهذه القصة؟
إنه الله تعالى الذي خلق الطيور وهو أعلم بها.
هناك
طريقة حديثة جداً لعلاج الاكتئاب وهي العلاج بالنظر وبتأمل ألوان الطبيعة
الخضراء، ويقول الباحثون إن النظر إلى الحدائق يثير البهجة في النفوس، وإن
التأمل لساعة كل يوم في الشجر والورود وألوانها الزاهية هو طريقة فعالة
لعلاج الاكتئاب والإحباط وكثير من الحالات النفسية المستعصية، إذن العلم
يربط اليوم بين إثارة البهجة والسرور في النفس وبين النظر إلى الحدائق
الطبيعية، وهذا ما اختصره لنا القرآن بكلمات وجيزة وبليغة في قوله تعالى:
(أَمَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ
السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا بِهِ حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ مَا كَانَ
لَكُمْ أَنْ تُنْبِتُوا شَجَرَهَا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ هُمْ قَوْمٌ
يَعْدِلُونَ) [النمل: 60]. تأملوا معي هذا الربط الرائع بين الحدائق
والبهجة (حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ) ألم يسبق القرآن علماء الغرب والشرق
إلى اكتشاف هذه الحقيقة؟
هذا
إنسان مات محترقاً بالحجارة التي قذفها البركان الشهير بمدينة بومباي،
وذلك في مدينة تدعى Herculaneum وقد كانت هذه المدينة تمارس الفاحشة علناً،
وتمارس الشذوذ الجنسي (اللواط) فعاقبهم الله بأن أرسل عليهم بركاناً
مدمراً قذفهم بالحجارة الملتهبة فتحجروا على الفور، وكان ذلك سنة 79
ميلادية. وهنا نتذكر قصة سيدنا لوط عليه السلام مع قومه عندما كانوا يأتون
الفاحشة ويمارسون الشذوذ الجنسي، فحذرهم من عذاب الله فلم يقتنعوا وازدادوا
طغياناً وعصياناً وشذوذاً، فكانت النتيجة أن أرسل الله عليهم حجارة ملتهبة
أحرقهم بها وطُمروا تحت الرماد فلم يعد يرى أي أثر لهم. يقول تعالى:
(فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً
مِنْ سِجِّيلٍ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) [الحجر:
74-75]. نسأل الله تعالى العافية والهداية والرشاد
يقول
تعالى: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ
أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ) [الروم: 41]. لنتأمل هذه الآية وما تحويه من حقائق لم يصل
إليها العلماء إلا في هذه الأيام: أولاً: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ
وَالْبَحْرِ) والعلماء يقولون: بالفعل إن هناك فساداً خطيراً على وشك
الظهور، طبعاً: الغلاف الجوي لم يفسد نهائياً ولكن هنالك إنذارات تنذر
بفساد هذه الأرض، حتى إن العلماء يستخدمون كلمة (Spoil) وهي تعني الفساد أو
أفسد بهذا المعنى. ثانياً: (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ)
قالوا كما رأينا يشمل هذا التلوث البر والبحر (بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي
النَّاسِ) القرآن أكد على أن الفساد لا يمكن أن يحدث إلا بما اقترفته يد
الإنسان، هذا الإنسان هو المسؤول عن التلوث وهذا ما تأكد منه العلماء
وأطلقوا بشأنه التحذيرات. (لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا) إذاً
هنا نوع من أنواع العذاب، فالله تبارك وتعالى يذيق هؤلاء الناس بسبب
أعمالهم وإفسادهم في الأرض بعض أنواع العذاب كنوع من البلاء. (لَعَلَّهُمْ
يَرْجِعُونَ) المقصود بها أن هنالك إمكانية للرجوع إلى الوضع الطبيعي
المتوازن للأرض، وهذا ما يقوله العلماء اليوم.
تعد
عائلة فيروسات A من أشرس عائلات الفيروسات التي تصيب الإنسان وتسببت في
انتشار ثلاثة أوبئة في القرن الماضي، وهي الأنفلونزا الاسبانية والآسيوية
وأنفلونزا هونج كونج. إنه فيروس عادي جداً مثله مثل بقية الفيروسات، ولكن
الخطير في هذا الفيروس أنه تطور داخل جسد الخنزير وخرج ليكون أشد فتكاً
وشراسة، فأصبح لديه القدرة على الانتقال بين البشر. ونتذكر أن الله تعالى
حرَّم لحم الخنزير قبل أربعة عشر قرناً، يقول تعالى: (إِنَّمَا حَرَّمَ
عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ
لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ
اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) [النحل: 115]. ونقول لكل من لم يقتنع بعد برسالة
الإسلام: أليس الإسلام رائعاً عندما حرَّم كل ما يضر بالصحة المجتمع، وأحل
كلّ ما هو مفيد ونافع، إذاً لماذا لا تتبعوا هذا الدين الحنيف؟