|
المرأة السعودية متابعة جيدة للرياضة وعلى الأخص كرة القدم (الجزيرة نت)
|
يتجدد الجدل في السعودية بعد مطالبة اللجنة الأولمبية بافتتاح أندية نسائية في موعد أقصاه نهاية العام الجاري ديسمبر/ كانون الأول 2010. ولكن قرار التأسيس يواجه بموقف مناهض من قبل المؤسسة الدينية الرسمية (هيئة كبار العلماء) والعلماء المحسوبين على المدرسة السلفية التقليدية. وكانت آخر الفتاوى من عضو المؤسسة الدينية عبد الكريم بن عبد الله الخضير الذي "حرّم ممارسة الرياضة للبنات، فضلاً عن إقرارها" مشدداً على أن ذلك الاتجاه يمثل "اتباعاً لخطوات الشيطان الذي أمرنا الله باتخاذه عدواً". يأتي رد الخضير على مقترح قدمه الداعية الإسلامي سلمان بن فهد العودة بمطالبته استثمار مدارس البنات في المساء لتكون بديلاُ عن الأندية الرياضية التي تسبب حرجاً عند البعض.
وأضاف العودة "مدارس البنات أمامها فرصة أن تُستثمر في المساء في فقرات ترفيهية، فنحن نفتقر إلى جوانب الترفيه" فمن الأفضل استقبال البنات تحت إشراف وزارة التربية والتعليم وهيئة الأمر بالمعروف بدلا من ذهابهن إلى نواد أو أماكن مخصصة وليس عليهن رقابة.
وتأتي هذه المطالبات الدولية للسعودية في الوقت الذي تتأسس فيها أندية نسوية أغلبها لممارسة كرة القدم. وتكون هذه الأندية شركات محلية أو جهود شخصية من قبل النساء أنفسهن. ففي جدة على سبيل المثال يوجد أكثر من 12 فريقا، وفي الرياض أربعة, والدمام ثلاثة.
خبير السياسة الشرعية محمد العلي: المرحلة الشرعية الحالية تمر بمرحلة انفتاح وخروج من قبل علماء وطلبة علم عن الخط الشرعي العام أو الرسمي خاصة في آخر السنوات الخمس " | حيثيات الجدل وقد فسر الخبير بالسياسة الشرعية محمد العلي التباين الشرعي السعودي في ملف المرأة بشكل عام والرياضة النسائية بشكل خاص بأن المرحلة الشرعية الحالية تمر بمرحلة انفتاح وخروج من قبل علماء وطلبة علم عن الخط الشرعي العام أو الرسمي خاصة في السنوات الخمس الأخيرة.وقال العلي إن المملكة شهدت في الفترة الأخيرة نوعاً من الحرية الشرعية في مسائل قد تصطدم مع التيار الرسمي. وأضاف في حديثه مع الجزيرة نت أن ملف الأندية الرياضية النسائية أو حتى ممارسة الرياضة شكل نوعاً من التجاذب بين الليبراليين والإسلاميين المحافظين بالسعودية. ووفقاً لعضو بمجلس الشورى السعودي –فضل عدم ذكر اسمه – فإنه تم إدراج توصية من قبل لجنة شؤون الشباب والأسرة في المجلس بضرورة إنشاء أندية رياضية نسائية تابعة للرئاسة العامة لرعاية الشباب, في مختلف المناطق وفقاً للضوابط الشرعية.
بيد أن الأمر متوقف على موافقة هيئة كبار العلماء باعتبارها صاحبة القرار الشرعي الرسمي، وأضاف أن الأمر يحتاج إلى قرار سياسي جريء أكثر من كونه قراراً شرعياً.
رأي المؤسسة الدينية وعلى مستوى المؤسسة الدينية السعودية، لم يدرس الموضوع بشكل رسمي باستثناء تصريحات منفردة لأعضاء المؤسسة ومنهم عضو المؤسسة والمستشار بالديوان الملكي عبد الله بن سليمان المنيع. وقال المنيع إن التصريح بإنشاء أندية رياضية للفتيات والنساء يحتاج إلى رأي هيئة كبار العلماء, وليس لفتاوى فردية على أساس "أنه ينبغي أن يحفظ للنساء كرامتهن، فممارسة رياضة كرة القدم والسلة مثلا فيها المزيد من القفز والحركة، وهذه الأمور قد تؤثر على الفتاة البكر من الجانب الصحي". واشترط المنيع الأماكن التي يمكن أن تمارس فيها المرأة الرياضة، فإن كانت في صالات مغلقة ليس فيها رجل ولا خدم من الرجال، فهو أمر جائز دون وجود اختلاط، شريطة ألا تمارس رياضة قد تسبب لها مشاكل جسدية وصحية وتضر بها وبسمعتها, وينبغي أن تكون الملابس فضفاضة حتى لو كنّ نساء مع بعضهن البعض.
|