أبو شويش

أبو شويش شخصية حمصية طريفة مازال بعض المسنين يذكرون ما سمعوه عن نوادره وحكاياته، ولاسيما حين يكون مسلطنا بلفافة تبغ ملفوفة من اياهم ولعله توفي في بدايات القرن الماضي،
فهو قدعاصر السلطة العثمانية، وكان له رأي في الكون لو كان والخليقة فهو يرى أن الكون عبارة عن سماء صغيرة وارض صغيرة وشوية ناس مضبوطين، أما كان أفضل من كل هذه ( اللبكة) ؟! وكان ولاشك يضع نفسه مع الناس المضبوطين القلائل الذين لا غنى للكرة الارضية عنهم.‏

القصة الشهيرة التي تروى عنه أنه سمع بمناظرة علماء الفقه تقام في العاصمة استانبول لاختيار رجل كفء لمنصب مهم ولعل نفسه راودته بالفوز في ذاك المنصب وهو العاطل عن العمل كما أنه تعود على تحرش الناس به وطرح الأسئلة عليه في شتى الموضوعات.‏

وكان لا يتوانى عن الاجابة ، فأي شيء يخطر في رأسه كان يقوله وهذا ما أعطاه الشعور بأهميته، دون أن يفطن أن أجوبته هي مدعاة للتندر والتسلية.‏

استطاع ابو شويش تأمين عمامة بيضاء وجبة فضفاضة وهو بالاصل يملك لحية طويلة، وشد الرحال الى عاصمة السلطنة حيث المناظرة المرتقبة، ودخل المكان في الوقت المحدد حيث قام بالتعريف عن نفسه بأنه من مدينة حمص ولأن الحضور لم يسبق أن مر عليهم نموذج كأبي شويش فقد أخذوه كغيره على محمل الجد.‏

بدأت المناظرة وابو شويش مصغ لما يدور من احاديث ومن المؤكد أنه لم يفقه منها أي شيء على الاطلاق وحين أتى دوره للمشاركة التفت اليه من يقوم بإدارة الحوار قائلاً- ايه ياشيخ حمص، أتسألنا أم نسألك؟ ولم يخطر ببال «أبو شويش» أي سؤال وهو لم يعتد أن يسأل احدا في مدينته فهو مكتف بعلمه الذي يرى أنه يفوق علم الآخرين بل وان الكل من أهل مدينته كان يتحرش به للتنذر بأجوبته، ولهذا فقد أجاب بجدية ورصانة تليقان بالمجلس: اسألوني ما تريدون، قال له المحاور في اي باب تريد أن نسألك يا شيخ حمص؟ قال: اسألوني في باب الدريب وهناحار الجميع ونظروا الى بعضهم بعضاً: فلم يكن اي من الحاضرين قد قرأ كلمة في هذا الباب من الفقه.‏

هلا اخترت لنا بابا آخر يا شيخ حمص. سأله أحدهم فاجاب على الفور باب هود وحار الجميع مرة أخرى في هذا الباب الصعب وطالبوا بباب آخر يسألونه به فقال بثقة العالم- الباب المسدود وايضا التمس الجميع بابا آخر فهذا الباب لم يرد معهم من قبل قال: باب التركمان.‏

ثم باب تدمر وهكذا حتى أتى ابو شويش على ابواب حمص جميعها، والكل حائر في سعة الاطلاع هذا الشيخ العلامة الذي يعرف من ابواب العلم والفقه ما لايعرفون حتى ظن الجميع أن علم هذا الرجل يفوق علم شيخ الاسلام نفسه لولا أن احد الحضور كان يعرف مدينة حمص وأسماء أبوابها التي ذكرها شيخ حمص.‏

فسأله عن بعض تلك الأبواب وشكلها وموقعها من المدينة ومواعيد فتحها واغلاقها ومن يقوم على حراستها.‏

كان ابو شويش وسط دهشة الموجودين يجيب عن الأسئلة ببساطة وسذاجة تكشفت للجميع وحين سئل سؤالا بسيطا يتعلق بالفقه خلط في اجابته عباس على دباس واكتشف الحضور من هو شيخ حمص الوقور ولكن حين عاد ابو شويش الى مدينة حمص أخذ يقص الروايات والحكايات وكيف لخبط وأربك فطاحل العلماء في مناظرة استانبول.

اسعدني تواجدك يمان في صفحاتي

جميل ما نقلت لنا اخي عبدو
شي طريف دمت بكل ود

كم اسعدني مرورك اخي نور الامل

مشكور اخي عبدوا

الشكر لمرورك اخي اصحاب