لغز في وجه رجل حزين

لما نحن نحيا وكل شيء باطل
وهل الحياة إلا عبارة عن دق سنبلة يابسة
عشقت طاغية لها روح إبليس تتسلط على الهوى
بلطفها وعنفها فتعالجه حتى يصبح معبرا لأقدامها
وشعارا لها ومكانا يصيح عليه ديك فجرها
فأسقاتني سيدتي كأس الهوى كموضوعا خالدا
فبدأت أشواقي تتدفق فيا هتافا وضحكاتٍ استهزاءة
وما كان أشواقي إلا وحشا نشأ في أعالي جبالها
ولكم تسامت هذه الأشواق بي إلى ما فوق الذرى
فاندفعت معها كالسهم المرتعش يهزه حنينه إلى مصدر نوره
إلى مجاهل المستقبل التي لم تبلغها الأحلام
إلى الظهيرات التي لم يلمس الوهم حرارتها
إلى حيث يرقص الحب وقد استحت حبيبتي
بل كل النساء من الاستتار بهذا الرداء المقدسي
فأصبحنا شمعتان من الشحم تضيئان في الحجرة على المائدة
كما نسيم ليلة أيار الطري الدافىء يداعب ضوءيهما
من النهار حتى أخره
فاختلف ضوئي كليا عن ضوئها
فقدت لمعتي الذهبية التي تطوف فوق قمم أشجار الزيزفون العالية
وأضيء أكثر فأكثر ... أكثر من الغيوم البيض
الرقيقة ... التي كانت تنحجب أحيانا
الآن أصبحت امرأة ...
تلك اللعبة الصغيرة الطاهرة
كالياقوت تشع فيها فضائل الحب الضائعة
لأن سعادة سيدها تابعة لإرادته
اما سعادتي للأسف تابعة لإرادتها
فعندما أموت أمام إرادتي الضعيفة
عندها تكتمل لوحتها الناقصة
ليقول اكتمل العالم كاكتمال بدرها
وأنا الآن أتوقع الهدنة لي لأعود للمرة الأخيرة
لأنني أريد أن اذهب من بينهم إلى الفناء
لأودعهم اثمن كنوزي
وأتوارى في الظلام
حتى أراكم يا معشر النساء تداعبون جدائل الرجال غانيات
تداعبونها بمجاديف ليست ذهبية
إنما مغطسة بماء الذهبية
نعم يا سيدتي ...
لقد تعلمت هذا الجود من الشمس والنهار
ومن وجه الحزين
عندما اشخص إليه وعيناي تتدفق دموعي الحائرة
هكذا أريد أن أتوارى
فأغرب كما تغرب الشمس
وانتظر بين ركام الألواح القديمة المحطمة مثلي
حتى تَستكمل كتابة الوصايا عليها
فانتبه يا سيدتي حتى آتيك بلوح جديد
عندما تمتلك ما يكفي من الخير لإيجاد حقيقة للغزك الصامت
أيجب أن أقسى على النساء
أيجب أن تبدو لي كلغز ضعيف
وليس للغز إلا مفتاح واحد
إنما هو الهوى الضائع في أحضان عشرة الرجال
فشكرا لك يا سيدتي العزيزة
لأنك نبهتني في الزمن المناسب لأقوم بسفر بعيد
سأهدم كل قديم
أمام كل قاس متداعي وقد تناثرت
أمجاده أمام حب صافي
فأنا لست الشجرة التي ستموت بهدوء
كما يفعل الضعاف من الرجال ولكن الحب موتي بهدوء له رونقا وجمالا
لأنها لا تكذب ولا تتظاهر ولا تخاف ولا تأسف
تلك هي فكرتي يا سيدتي
التي لا توافقيني عليها بالطبع ولكن لا جدال فيها
والآن انتهت صفحتي معك سيدتي
إلا أنني لن أكون أسطورة في زمن الحب
أنت تعلمين أنكي أن أحببتني فأليك قلبي
وإن هجرتني إليك وصيتي وهي كل قصائدي
وأشعاري لا اكتبها حزنا على نفسي
بل على فقدان الحب الذي أصبح مستحيلا
في القرن الواحد والعشرون
فهذا إهداء لمن هويت سيدتي من ذا الوجه الحزين
* * * * * *
* * * *
* *

ملاحظة هامة
هذه الخاطرة كتبها رجل يلقب نفسه ب ذا الوجه الحزين

مشكورة وتسلم
ما خطت انامللك على صفحات منتدانا المتواضع
مشكورة ولك تحياتي

يسلمو ابن المخيم وظل الياسمين على ردودكم
فع ان ذا الوجه الحزين اسم على مسمى
لكني اجهل حقا سبب حزنه العميق
فمعرفتي به سطحية جدا

يا ابو شريك