بداية مختلفة للحب

علا صوت الزغاريد سابقاً خطواتهما، فتح زاهر الباب، دخلت ناهد، سارع بإغلاقه مبدياً ضحكة لأخيه الذي ودعه وهو يقول على الدرج (مبارك يا عريس) ولِجَت ناهد الصالون وهي خائفة كانت الأرض مفروشة بسجاد جديد خلعت حذاءها فبانت أصابعها المطلية بالأحمر فركت يدها اليسرى سرقت نظرة من يمينها..

يبدو غاضباً، نسقت فستانها الأبيض شدت طرفه الأيسر، نظر لعينيها والتساؤل يكاد يقتلهما، دخل غرفة النوم على يمين الصالون فك ربطة عنقه جلس على كرسي يحاذي السرير وضرب بقوة على طاولة تتوسط الغرفة، كان يعلوها كأسان فارغان كقلبها الذي خلت منه كل المشاعر، لم تتوقع أن يكون اليوم الأول من زواجهما هكذا، اغرورقت عيناها بالدموع أسندت كتفها للحائط ومر أمامها طيف ثائر وكيف أفسد فرحتها وجاء إلى العرس لقد جعل من زاهر وحشاً لا تعرف متى سينقض عليها، اقترب من الباب رآها بجانب الحائط أراد أن يركض إليها ويمطرها بالأسئلة، ركض باتجاه المطبخ أخرج من البراد قارورة ويسكي كبيرة، تنظر إليه لا تعرف ماذا تفعل اقترب منها ومن دون أن ينبسا بأية كلمة أمسكها من يدها وأدخلها الغرفة، أغلق الباب، تركها واقفة، مدد جسده على السرير وبدأ بفتح القارورة... نظرت لعينيه أتقترب وتقول له إن تجربة ثائر قديمة وإنها لم تقصد الكذب وتريده وحده، الحيرة تأكل مواطن تفكيرها، تعبت من الوقوف وهو ينظر إليها باحتقار، الطرحة تشربك شعرها تريد أن ترتاح وتنزل حمولات الترقب التي تكسل قواها تجعل منها آلة مهترئة تنتظر أن ترمى بين الخرداوات، أرخى عينيه جلست على الكرسي المحاذي للسرير أدارت ظهرها له، تجاهل ما فعلت وكرع من القارورة، حركت الخاتم الذي ألبسها إياه بعزم، يزعجها هذا الشعور كل ما حدث يبدو خيالاً ليس هذا ما خططت له ليس هذا هو زاهر العاشق الذائب بين نيران حبها، وضع القارورة على حافة الطاولة الملاصقة للسرير اقترب منها أمسكها من الكتف الأيسر، تقابلت عيناها الدامعة مع عينيه الملتهبتين المليئتين بالتساؤل وبكامل عشقه الميت قال: أكنت تحبينه؟ أم أنه يكذب؟ أم أنك خدعتني؟ لم تستطع أن تقل حرفاً واحداً، استدار وهو يلف جسده حرك رجليه بسرعة، لمست رجله اليمنى القارورة، تقع تتحطم على قدمه يصرخ، يرجع صوته المتألم كل السفن العاشقة التي هربت من قلبها، تخاف.. لم تستطع أن تتجه إليه بسرعة لكن أمواج الذاكرة كانت أقوى نقلتها دفعتها بشدة، أمسكت رجله بحذر وهو ما تزحزح سنتيمتراً واحداً بدأت تتحرك شفتاه، ارتعش ليدها لم يعد يشعر بألم فمياه حرصها عليه أذابت نيرانه، ركضت بسرعة للمطبخ بدأت تبحث في الخزائن عن شيء يوقف النزيف، نسيت كل نظراته الحاقدة، أخرجت لفة من القماش الأبيض وعبوة معقم صغيرة من الخزانة العلوية، عادت للغرفة، رمقها أراد أن يهدئ من روعها أراد أن يقتل خوفها كما قتلت هي شكه، نزعت الجراب عن قدمه وبدأت تمسح بلطف الدم وضعت قليلاً من المعقم، تألم فردعها صوته، لقط يدها أعادها لتمسح جرحه من جديد، رمت المنديل الذي نزعته من العلبة على الأرض وأخذت تلف القماش على الجرح، وبرعشة قربت فمها من رجله استغرب ما فعلت، قصت القماش بأسنانها فنزفت لثتها قليلاً، أسند ظهره على السرير رفعها انتزع منديلاً من العبوة مسح فمها ببطء، رمى كل قصاصات التساؤل بعيداً، خافت من جسده من عزمه أشاحت بوجهها عنه فأرجع عينيها لتلتقي بما تحمله يداه من عشق، لمس شعرها راقصت أصابعه خصلاته.. كم أنت جميل أيها الحب..! ‏

‏

الرائع مروركم في صفحتي
تقبلوا تحياتي

الرائع مرورك اخي خالد

مشكوراخ عبدو جدا على الموضوع الرائع الذي نال اعجاب المشاركين في هذا المنتدى

شكرا عبدو

اخي ماتركس
اخي علاء
اسعدني مروركم اخوتي الكرام