سما حاس الخضراء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سما حاس الخضراء

عشاق بلدة حاس الخضراء
 
الرئيسيةبوابتي الخاصةأحدث الصورالتسجيلدخول
World Of Warcraft, WoW Pointer 14

 

 سمــاعة الجــدة

اذهب الى الأسفل 
+2
*هناااء*
خالد نعسان
6 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
خالد نعسان
___...
___...
خالد نعسان


الهواية : الهواية
البلد : سوريا
الجنس : ذكر
الابراج : الدلو
عدد الرسائل : 405
العمر : 43
احترام القوانين احترام القوانين : 100 %

سمــاعة الجــدة Empty
مُساهمةموضوع: سمــاعة الجــدة   سمــاعة الجــدة I_icon1029/3/2010, 18:51

فجأةً خيَّم ظلامٌ دامس، أحاط ببيتِ الجدَّة العجوز، وهُرعتْ حفيدتها عَزَّةُ إليها، لأنَّ انقطاع الكهرباء يعني انقطاع جدَّتها عن الدنيا، وهو لا يقل خطورة عن انقطاع الماء أو شيءٍ آخر من الضروريات. لم يكن انقطاعُ الكهرباء مفاجئاً بالنسبة لعَزَّة، فالدولة اليهودية ما فتئت منذ أسبوعين أو أكثر وهي تهددُ بقطع التيار الكهربائي، وإغراقِ غزَّة بالظلام والخوفِ والبرد! الجدَّة رديئةُ البصر، لا ترى ما حولها إلا بالكاد.. ثمَّ إنها لا تسمع إلا عن طريق سمَّاعة صناعيَّة، تُشحَنُ بالكهرباء، كانت هي النافذة الصناعية الأخيرة التي تطلُّ منها على الحياة، وتتواصل فيها مع من حولها. - جدَّتي... جدَّتي... أين أنتِ؟ - أنا هنا في سريري، وهل أملكُ فراقَه؟ ثم أردفتِ الجدَّةُ تسأل حفيدتَهَا باستغراب: - لماذا انقطعتِ الكهرباء يا عَزَّة؟ - إنهم اليهود قطعوا عنا التيار! - لو استطاعوا أن يقطعوا الهواء عنَّا لفعلوا، لكن.. الله أكبر. - (الله أكبر!). رددتها عَزَّةُ وراءَ جدَّتها بينما كانتْ تضيء بقيّةَ شمعةٍ تمتلكها العجوز، لتقضي بعض حاجات جدَّتها الضرورية... ضوءُها الضئيلُ يحاولُ التشبث بالبقاء، فهو ينازع ضعفه، ويدافع نفثات ريحٍ عاصفةٍ تزعقُ وتصفرُ في الخارج، وتحاول اقتحام غرفة الجدة من خلال الشقوق والثقوب والمسامات المتناثرة هنا وهناك. ( أفضلُ ما تفعله إحدانا في مثل هذا الجو هو النوم!). هكذا قالت الجدَّة، وهي تودِّع حفيدتها، وتأوي إلى فراشها الذي لم تغادره أصلاً! حتى باتت جزءاً منه، لا يفارق سوادُها سوادَه... لم تنسَ العجوز أن تصدرَ أمراً حازماً إلى عَزَّة بإطفاء الشمعة لوقت الحاجة! * * * لم تشأ عَزَّةُ في تلك الليلة أن تفارقَ جدَّتها، رأفةً بها، ولربّما تحتاجُ إلى مساعدتها في قلب هذه العتمة الحالكة التي تغطي جميع أرجاء غرفتها، وتمحو فيها كل المعالم والقسمات؛ فيبدو منظراً واحداً هو الظلام فقط. انتابتْها بعضُ مشاعرِ الخوف، وقفزَ إلى مخيِّلتها حشدٌ من الصور المرعبة لأشكال من الجن والعفاريت والأشباح التي كانت جدَّتُها تروي لها بعضَ حكاياتهم الأسطوريّة، غير أنها لم تلبثْ أن تبدّدت تلك المخاوف، وتلاشت هاتيك الصور، لأنها باتت تدرك أنها من نسج الخيال. لكن الخوف الحقيقي الذي يملأ غرفة جدَّتها، بل يملأ حياتها، هو ذاك الرعب القاتل القادم مع كل غارة لليهود قد تباغتهم في أيَّةِ ساعةٍ من ليلٍ أو نهارٍ، وتمطرهم بوابلٍ من القنابل والصواريخ، فتمزِّق الأجساد الآدمية، دون تمييز بين طفلٍ وامرأةٍ وشيخٍ مسنٍّ، أو حتى رضيعٍ، أو قطةٍ أليفةٍ أو لعبةٍ جميلةٍ، وما تزالُ تذكرُ تلك الغارةَ اللئيمةَ التي ذهب ضحيتَها أبوها وأخوها الصغيرُ رامي، بل لم تغادر صورُ الأشلاء الدامية ذاكرتها أبداً. تنفَّس الصبحُ، وتنفَّست معه عَزَّة الصعداء... لقد باتت تكره الليل كثيراً، وتستعجل رحيله! كانت تحبه من قبْلُ، وتنتظره بشوق، لأنه كان يلمُّ أفراد العائلة الذين يبعثرهم النهار... كلٌّ يسعى في همِّه، هذا في عمله، وذاك في مدرسته، وآخر يشارك في مظاهرة أو يرابط على ثغرٍ من ثغور غزة، أو على طابورٍ من تلك الطوابير الطويلة المملّة التي تقع عليها عينك أينما ذهبت، أما عَزَّة، فقد كانت تنفق معظم وقتها في القراءة، وأولعت بقصص المكتشفين والمخترعين، وكانتْ لها تجاربُ علميةٌ بسيطةٌ، هي أقرب ما تكون إلى اللعب منها إلى الجدِّ، لكنها على كلِّ حال كانت هوايتَها المفضلةَ التي تشعر معها بشيء من السعادة التي فقدتها في سنٍّ مبكرة مع فقد الأحبة. الأمر تغيّر الآن كثيراً، والليل بات كئيباً ثقيلاً قاتلاً، ولم يعد ذلك الليل الآسر الذي كان يجمع عائلة عَزَّة (لكنَّ باطن الأرض هو الذي بات يقوم بهذه المهمة!). هكذا قالت عَزَّة، وهي تزفر بألمٍ وحرقة. استيقظتْ جدَّتي على صياح الديَكة كعادتها، قبل أن ينشقَّ الفجر، وكانت تستفتح نهارها بسعال حادٍّ متواصلٍ لا يلبث أن يهدأ، كان بالنسبة لي المنبِّه الذي اعتدت أن أستيقظ عليه يومياً. نهضت من فراشي مسرعة، وبادرتها بالتحية. تحسست يديها، وقبلتُهُما. قالت لي : - الله يرضى عليكِ يا عَزَّة يا حبيبتي. ثمَّ سألتني: أمازالت الكهرباء مقطوعةً؟ أشعلي لي الشمعة! - تحسستُ بقية تلك الشمعة، وأشعلتها بعد عناء ، وهي تضطرب اضطرابَ الخائف، يخفت ضوءُها حيناً حتى يكاد يذهب، ويقوى حيناً آخر كالذي حضره أجلُه، فهو يدفعه، ويريه من نفسه قوة تبدي ضعفه أكثر مما تبدي قوّته. بعد أن فرغتْ جدَّتي من صلاة الفجر، بادرتُها قائلة: - كيف حالك اليوم؟. - .......... لم تجب بشيء.. عرفْتُ أنها لم تسمعْني لكنها شعَرَتْ أني أكلمها، من خلال حركة شفتَيَّ، وراحت تبحثُ عن سمَّاعتها، وبعد أن استقرَّت في أذنها، خاطبتني قائلة: - ماذا قلتِ يا عَزَّة؟ هل تحتاجين إلى شيء؟ - سلامتك، لا شيءَ غير أني كنت أطمئنُّ عليك. - أنا بخير، لكني أخشى نفاد الشحن في هذه السماعة ولا كهرباء. كيف ستكون حالي آنذاك؟. لا بصر ولا سمع.. لست أدري!. هذه السمَّاعة هي نافذتي الوحيدة على هذه الدنيا، وإن كان الصممُ أكثرَ راحة في هذه الأيام! كانت تلك أخطر مشكلة يمكن أن تواجهها بسبب انقطاع الكهرباء، وهو ما كنت أخشاه أنا أيضاً. وكان الألم يعتصرني وأنا أرى جدَّتي تقتصد في استعمال سماعتها، فتضعها كلما اضطرت إلى محادثتي، ثم تنزكها فوراً؛ خشية نفاد الكهرباء المختزن في داخلها. قضيت جلَّ نهاري أفكرُّ في حلٍّ ما، أجرِّب وأخرِّب وأحاول وأكرر، وباءت تجاربي في ذلك اليوم بالفشل، لكني لم أيْأس، ومازلت أجدُّ البحث، وأكرر المحاولة حتى اهتديت إلى فكرة أو اختراع بسيط لكنه سيحلُّ مشكلة جدَّتي بكل تأكيد، ويبدد كل مخاوفها، وهو لا يكلفها جهداً يذكر سوى أن تتكلم، فتلتقط البطارية كلامها بواسطة مستقبِل حساس، ويتولَّد عن تلك الذبذبات الصوتية طاقةٌ تشحن بطارية سماعتها باستمرار. سُرَّت جدَّتي كثيراً باختراعي، وتلألأ وجهُها بالفرح كأنَّه قطعةٌ من القمر، وضمَّتني إلى صدرها بكلتا يديها، وأمطرتني بالقُبَل، وقالتْ لي: سأروي لك الليلة أجمل حكاياتي، كي لا تنفد الطاقة أبداً، لكنها لن تكون عن الجنّ والعفاريت، ستكون حكايتي هذه الليلة عن البطل الذي ألهب ثورة "الست والثلاثين" التي عايشتها بنفسي، هل تعرفينه يا عَزَّة؟. أنا رأيته بأم عيني... إنه الشيخ (عز الدين القسَّام)!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
*هناااء*
______________
______________
*هناااء*


الهواية : الهواية
البلد : فلسطين
الجنس : انثى
الابراج : الاسد
عدد الرسائل : 4864
العمر : 38
احترام القوانين احترام القوانين : 100 %
الاوسمة : نجمة المنتدى

سمــاعة الجــدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سمــاعة الجــدة   سمــاعة الجــدة I_icon1029/3/2010, 19:37

شكرآ لك خالد فحرفك غذاء الروح وكلماتك تنثر النور
و يسعد القلوب وتقبل مني خالص مودتي وتحية معطرة بعبق ثرى وطني فلسطين
وطن الانبياء وطن الشهداء وطن أقصانا الجريح وطن صلاح الدين
ودمت سيدي بحفظ الرحمن
تقبل مروري بصفحتك الماسيه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د.يمان
,
,
د.يمان


الهواية : الهواية
البلد : فلسطين
الجنس : انثى
الابراج : الدلو
عدد الرسائل : 12050
العمر : 36
احترام القوانين احترام القوانين : 100 %
الاوسمة : عضوة مميزة

سمــاعة الجــدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سمــاعة الجــدة   سمــاعة الجــدة I_icon1029/3/2010, 21:52

سمــاعة الجــدة جزاك-الله-يااخي
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عبدو قلـعة جي
,
,
عبدو قلـعة جي


الهواية : الهواية
البلد : سوريا
الجنس : ذكر
الابراج : الجوزاء
عدد الرسائل : 8409
العمر : 38
احترام القوانين احترام القوانين : 100 %
الاوسمة : وسام العطاء

سمــاعة الجــدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سمــاعة الجــدة   سمــاعة الجــدة I_icon1029/3/2010, 23:47

يعطيك العافيه اخي خالد
تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://hassss.ahlamontada.net/
alaatel
*
*
alaatel


الهواية : الهواية
البلد : سوريا
الجنس : ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 1861
العمر : 37
احترام القوانين احترام القوانين : 100 %
الاوسمة : وسام الابداع

سمــاعة الجــدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سمــاعة الجــدة   سمــاعة الجــدة I_icon1030/3/2010, 05:33

يعطيك العافيه اخي خالد
تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://alaatel4007@gmail.com
خالد نعسان
___...
___...
خالد نعسان


الهواية : الهواية
البلد : سوريا
الجنس : ذكر
الابراج : الدلو
عدد الرسائل : 405
العمر : 43
احترام القوانين احترام القوانين : 100 %

سمــاعة الجــدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سمــاعة الجــدة   سمــاعة الجــدة I_icon1031/3/2010, 00:48

مشكوين كتير هناء يمان عبدو علاء نورتو صفحتي هدا من زوقكم وحسن متابعتكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
نور الامل
____
____
avatar


الهواية : الهواية
البلد : سوريا
الجنس : ذكر
الابراج : الجدي
عدد الرسائل : 2663
العمر : 39
احترام القوانين احترام القوانين : 100 %
الاوسمة : صاحب الحضور الدائم

سمــاعة الجــدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سمــاعة الجــدة   سمــاعة الجــدة I_icon1031/3/2010, 08:04

مشكور اخي خالد تقبل مروري
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
خالد نعسان
___...
___...
خالد نعسان


الهواية : الهواية
البلد : سوريا
الجنس : ذكر
الابراج : الدلو
عدد الرسائل : 405
العمر : 43
احترام القوانين احترام القوانين : 100 %

سمــاعة الجــدة Empty
مُساهمةموضوع: رد: سمــاعة الجــدة   سمــاعة الجــدة I_icon101/4/2010, 18:21

مشكور نور نورت
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سمــاعة الجــدة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سما حاس الخضراء ::  ۝۞ المنتديات العامة ۞۝  :: ســــ حاس الخضراء ـــــما العام-
انتقل الى:  
الحقوق

جميع الحقوق محفوظةلـ سما حاس الخضراء
 Powered by®https://hassss.ahlamontada.net
حقوق الطبع والنشر©2014 -2013
إن جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , فلا تتحمل الادارة اي مسؤولية تجاه تلك المشاركات
فيس وتويتر
سمــاعة الجــدة Fb110
سجل واربح 10 دولار مباشرة