قصة حب عابرة!

يستبدل الـ(أ) من الناس الوردة الحمراء الباعثة للحب ووسيلة الجذب المعروفة ويمسك الجوال الحديث المليء بالميزات المغرية، يختار السير في شارع مكتظ بالفتيات الجميلات فيكون المنغص الوحيد هو وجود بعض الشبان المنافسين الذين يشتركون جميعاً بعنصر الجذب الجديد على اختلاف مستوياتهم، تبدأ رحلة بأن يفعّل (أ) ميزة البلوتوث وهي في غاية الأهمية في مناطق كهذه، وتعتبر السلاح الأكثر جدوى لصيد الفريسة. ينتظر بعضاً من الوقت لتمتلئ القائمة لدية بالأسماء التي استطاع جهازه التقاطها، يختار الاسم الأكثر غرابة ويرسل بالسرعة القصوى، النغمة التي يسمعها من جهاز إحدى الفتيات تدل على مكان الهدف، يُكثر من الرسائل مع الاقتراب منها ولتكن (ي) على سبيل المثال ليشكّلوا أبجدية الحب المحدّثة، يستقل الحافلة التي تختارها ويجلس بجانبها لتصل المراسلات المتبادلة بسرعة، يبدأ ببعض الصور المضحكة ليحدد شخصيتها وينوّع بعدها بما تخدمه الملفات المستقبلة والمحفوظات، يطلب منها رقم الهاتف، تُمانع (ي) في بادئ الأمر ولكن الإصرار الذي يمتلكه العاشق الذي وقع في حبّها من أول رسالة! يهزمها تبعث له الرقم، وبعد المرور فوق عدد من المطبات يكون الحب الوليد قد تخمّر جيداً ورسا على شواطئ العشق المنتظر.

هنا تبدأ المرحلة الجديدة من الإرسال الأحادي الجانب من قبل (أ) الولهان ويرسل تشكيلة من الشحنات العاطفية التي تشطح الغزال! ويبدأ بمطالبة (ي) التي ترسل على وجنتيها بعضاً من ألوان الحياء أن تشاركه السقوط في حفرة الحب والدوران معه بين دوامات الوله، تُكابر (ي) قليلاً ولكن لا تلبث أن تستقبل هي الأخرى العذاب ذاته الذي يرتشح من عشقهما، تُرسل بعد الانتظار للحظات مزيجاً من الآهات وتشكيلة من الصور المعبّرة ويبادلها هو الآخر العمل ذاته مع نكهة ذكورية لإثبات الرجولة ولكي يكبر في عينها. ‏

تدريجياً يبدأ الركاب بالنزول من الحافلة وبضعة أمتار تفصلها عن المنزل، (آخر موقف) يقولها السائق المستهجن للحالة وهو بدوره يرمي بعض الكلمات على أطراف حفرتهما. تترجل (ي) ببطء من الحافلة، يلاحقها قليلاً، تشير له بأن يبتعد عنها لكي لا ينتبه رجال الحارة الحريصون على سمعتها! تجبره على الابتعاد من كثرة الإلحاح، يحاول الاتصال بها، تفصل جوالها، تدخل المنزل وابتسامة بريئة على الوجنتين، تسأل أمها عن الغداء لأنها ستموت من الجوع! ‏

يبتعد (أ) عن الحارة رويداً رويداً ويشغّل بعض الأغنيات المناسبة لحالة الخيبة التي يعيشها وستكون هي قد خلعت كل تفاصيل المغامرة وأنهت قصة الحب بمسحها رقمه، مُباشِرةً رحلة بحث جديدة على صفحات الانترنت! ‏

يستقل (أ) حافلة بأقصى سرعة، يطفئ الأغنيات الحزينة، يختار شارعاً آخر بعد أن ينسى حكايته مع (ي) على مقعد الحافلة، يفعّل سلاحه ليستقبل موجة حب جديدة على تردد مختلف. ‏

‏

تسلم ايدك أخي عبدو
دائما مميز باطروحاتك

الله يسلمك اخي نور الامل
تقبل تحياتي

الجميل طلتك بصفحتي اخي وسام
تقبل تحياتي