يعمل في مدينة تدمر التاريخية وباديتها سنويا العديد من البعثات الأثرية الأجنبية والمشتركة إضافة إلى البعثة الوطنية في انجاز الدراسات والتنقيبات والترميمات الأثرية ضمن مواسم محددة لكل منها. وخلال أعمال هذه البعثات في العام 2009 انكشف العديد من اللقى الأثرية المهمة.
وذكر مدير آثار ومتاحف تدمر المهندس وليد اسعد إن البعثة السورية السويسرية العاملة في موقع قصر الحير الشرقي قامت بإحداث أربعة أسبار بأبعاد مختلفة شمال القصر الكبير تم الكشف فيها عن أساسات لجدران مبنية من اللبن وأخرى مبنية من الحجر الغشيم والطين تعود لمبان عثر فيها على الكسر الفخارية والعظام وبعض الكسر الزجاجية والمشغولات المعدنية (المتأكسدة) وجرة كبيرة الحجم مكسرة, ومواقد النار ومجموعة من القطع الجصية المزخرفة بأشكال نباتية وهندسية.
لوحتان فنيتان
وتبرز بين المكتشفات لوحتان فنيتان جصيتان (مكسرتان) الأولى لفارس يمتطي صهوة حصانه ويرتدي الزي الشرقي, ويمسك بيده اليسرى لجام حصانه وبيده اليمنى طائر الحمام وخلفه إطار من الزخارف النباتية. والثانية لسيدة شعرها مسرح تضع يدها اليمنى على صدرها واليد اليسرى على بطنها وحول الرأس إطار مظفور وهذه المرة الأولى التي تظهر فيها لوحات جصية تحمل رسوماً وتصاوير بشرية في موقع قصر الحير الشرقي.
وأنجزت البعثة السورية الأمريكية أعمال الرفع الطبوغرافي وإعداد رسومات ومخططات لتل أثري يقع شرق نبع أفقا يعتقد بأنه يضم معبداً مكرساً للربة أتارغيتس ربة الخصب وهي ربة سورية تماثل الربة عشتار الرافدية, بالإضافة لفتح سبرين بسيطين في التل تم العثور فيهما على بعض الكسر الفخارية, وبطاقات الدعوة وبعض القطع النقدية البرونزية المتأكسدة.
أما البعثة السورية السويسرية فقد قامت بإنجاز التوسع في إجراء الحفريات والأسبار وفتح المزيد منها في الموقع, وذلك بحثاً عن المزيد من المعطيات واللقى الأثرية (الصوانية والعظمية والمواد العضوية المتفحمة) التي تعود لعصور ما قبل التاريخ ودراسة اللقى الأثرية المكتشفة في هذا الموسم والمواسم السابقة .
وأجرت البعثة السورية الفرنسية في موقع أم تليل الحفريات والأسبار وفتح المزيد منها في المواقع وذلك بحثاً عن المزيد من المعطيات واللقى الأثرية (الصوانية والعظمية والمواد العضوية المتفحمة) التي تعود لعصور ما قبل التاريخ وأهمها الصوان الهملي وعظام الجمل وغيره وتفيد في كشف هوية المنطقة ومن اهمها استعمال القار في تثبيت الأدوات الصوانية والحراب باستخدام مواقد النار.
والبعثة السورية الألمانية العاملة في موقع تدمر الهلنستية اقتصر عملها في موسمها الأخير على استكمال دراسة وتوثيق اللقى الأثرية المكتشفة في المواسم السابقة. وأهمها الكسر الجصية المزخرفة وعظام الحيوانات والعديد من المكتشفات والكسر الجصية الملونة (فريسكات جدارية) وبطاقات دعوة للولائم فخارية, مغازل وبعض اللقى المعدنية وانجاز المرحلة الأولى من عرض نماذج منها في متحف تدمر.
بينما البعثة السورية اليابانية العاملة في موقع المدفن البيتي رقم (129ب) الواقع على محور السور الدفاعي الشمال عملت على متابعة أعمال الرفع الطبوغرافي والهندسي والتوثيق الأثري للعناصر المعمارية للمدفن المنهار وإجراء الأسبار في المدفن ومحيطه بهدف إعداد الإضبارة الأثرية والهندسية الفتية اللازمة لإعادة بناء وترميم هذا المدفن خلال المواسم القادمة باستخدام تقنيات متطورة تعتمد على المسح الليزري ثلاثي الأبعاد.
قبور فردية
وكشفت البعثة عن عدة قبور فردية لأطفال صغار لا تتجاوز أعمارهم السنة الأولى والثانية من العمر لوحظ في البعض منها استخدام مكان مخصص للدفن (لحد) وهي الحالة الأولى للدفن باستخدام اللحد في القبور والمدافن التدمرية. كما لوحظ بان قبرين وكل منهما عبارة عن جرة فخارية متوسطة الحجم وبداخلها هيكل عظمي لطفل صغير لا يتجاوز عمره عدة أشهر
وقامت البعثة السورية الايطالية العاملة في سبخة الموح وأبو الفوارس قامت بأعمال المسح الجيوموفولوجية في الجهتين الشرقية والجنوبية من سبخة الموح حيث تم توثيق بعض مواضع التوطين على أطراف السبخة والكشف عن بعض القبور المستخدمة في العصر البرونزي. من نوع (تومولوس) في موقع رجم المجدور الذي يقع على بعد 26 كم إلى الجنوب الغربي من مدينة تدمر كما أن البعثة الأثرية البولونية العاملة في معسكر ديوقلسيان ومعبد اللات وحي الكنائس قامت بمتابعة أعمال التوثيق المنهجي للقى والمكتشفات التي عثرت عليها البعثة خلال مواسم عملها السابقة والحالية ومتابعة أعمال التنقيب في الكنيسة الرابعة بفتح أسبار في الجهة الجنوبية منها, حيث تم الكشف فيها خلالها عن أساسات مبنية من الحجر لغرف متجاورة ذات أرضية مبلطة بألواح حجرية.
من الفترة العباسية