وجـــــع العرب

عندما استطاع الملل أن يتسلل إلى قلبي ليشمل سائر أعضائي


وأصبح قلمي يشاطره الشّعور ، قررت أن آخذ قسطاً من


الراحة لأشاهد التلفاز فجلست أمام تلك الشاشة الصغيرة التي


تبث لنا مختلف الفقرات والبرامج و من جميع الدول العربية ، فوقعت


عيناي على القناة الإخبارية فمنذ وقت ليس بقصير كنت قد هجرت


هذه القنوات ، وذلك لما يعتريني من حزن وهم كبير يستمر على مدى


أسابيع ناهيكم عن الأحلام المزعجة التي تكرّر معي بأحداثها كل ليلة ،


و لكنني وجدت قلبي يتحكم بأصابعي ويرفض تنفيذ أوامر عقلي الذي


أعياه كثرة التفكير بحال هذه الأمة ، فشاهدت طفلا صغيراً يحمله والده


وقد أصيب بطلق ناري وزوجته خلفه وهما يهرعان إلى سيارة الإسعاف


والجميع مذعورين ، وفي ركن بعيد أختبأ أصدقاءه الذين كانوا منذ سويعات


قليلة يلعبون معه كرة القدم عند زاوية الطريق فكانوا يبكون وعيونهم زائغة النظرات ..


موقف عصيب تزلزل له فؤادي و أغلقت التلفاز و بكيت طويلا وأنا أدعو الله


بأن ينصر إخواننا المسلمين من المستضعفين في كل مكان ، و لم يتركني الملل


فهو يقودني من جديد ليبدأ بالضغط على أنامل الفراغ التي تغتال وقتي بلا طائل ،


فعزمت مرة أخرى على فتح التلفاز و لكنني هذه المرة رفعت شعاراً لا للقنوات


الإخبارية التي تفتح جراحاً جديدة ، وبينما أغيّر بين محطة و أخرى أفجعني ما


وجدت فقنواتنا العربية أصبحت تدنو إلى الدرك الأسفل من الجهل و النوم في


المعاصي بدعوى التطور والتمدن فترى هنالك قناة متخصصة في الإسفاف


بالعقول و تلعب على وتر الدجل الصريح باسم الدين ، وهنا قناة وقعت عقد احتكار


مع الشيطان فترى الأغاني الهابطة تديرها شياطين الإنس و تدور حول مومسات


برعن في اللعب بعقول الشباب فأصبحن يحركن الغرائز و الشهوات من خلال الرقصات


المثيرة و ارتداء الملابس الكاسية العارية ، وتلك محطة أخرى للتعارف بين الجنسين


التي لا تخلو هي أيضا من كلمات الغزل و الحب الذي يولد و يموت في اللحظة


التي يفكر فيها المراهق بتغير القناة ، هنا أحسست بتفجّر الدماء في عروقي و تساءلت


هل أصبح هذا واقعنا تهان كرامة دولة مسلمة و يلعب بأعراضها ويتمّ التّمثيل


بجثث رجالها و أغلب قنواتنا منشغلة في الرقص على أوتار القلوب و العزف


على لحن الشهوات عندها وجدت قلمي يواسيني و يقول أحسن الله عزاء


ضمير الأمة الذي سقط صريعاً أمام قواتنا العربية المناضلة في نشر الرّذيلة


و سأنشر نعيا ً على صفحات التاريخ ليشهد على هذه الواقعة ..










...::: بقلمي الذي يحاكي همّي وألمي :::...

يعطيكي العافيه

يعطيكي الف عافيه
كلمات رائعه ومميزه
يسلمو