سما حاس الخضراء
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

سما حاس الخضراء

عشاق بلدة حاس الخضراء
 
الرئيسيةبوابتي الخاصةأحدث الصورالتسجيلدخول
World Of Warcraft, WoW Pointer 14

 

 من أسماء الله الحسنى .. الرزّاق

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
*هناااء*
______________
______________
*هناااء*


الهواية : الهواية
البلد : فلسطين
الجنس : انثى
الابراج : الاسد
عدد الرسائل : 4864
العمر : 38
احترام القوانين احترام القوانين : 100 %
الاوسمة : نجمة المنتدى

من أسماء الله الحسنى .. الرزّاق Empty
مُساهمةموضوع: من أسماء الله الحسنى .. الرزّاق   من أسماء الله الحسنى .. الرزّاق I_icon1017/4/2011, 19:15

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين ، اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم ، إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .





اسم الله ( الرزّاق ) :



1 – ورودُ اسم ( الرزّاق ) في القرآن والسنة :



أيها الإخوة الكرام ، مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى ، إنه اسم ( الرزاق ) ، فالله سبحانه وتعالى سمّى نفسه ( الرزاق ) في الكتاب وفي السنة ، ففي الكتاب في قوله تعالى :

] إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58) [
( سورة الذاريات)
وفي الحديث عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ قَالَ : أَقْرَأَنِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( إِنِّي أَنَا الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ .

[ الترمذي ]
هذا الاسم الكريم ورد مطلقاً ومعرفا بـ ( ال )مراداً به العلمية ، دالا على كمال الوصفية .



2 – معنى صيغة المبالغة في ( الرزّاق ) :



وصيغة هذا الاسم صيغة مبالغة ، وإذا جاءت أسماء الله الحسنى بصيغة المبالغة فتعني شيئين : تعني كَمًّا ، وتعني نوعاً ، الله عز وجل يرزق من يشاء بغير حساب ، ويرزق النملة السمراء على الصخرة الصماء في الليلة الظلماء ، يرزق كل المخلوقات ، لذلك الله عز وجل يقول :



] وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا (6) [

( سورة هود)
كلمة ( الدابة ) جاءت نكرة تنكير شمول ، لتشمل هذه الكلمة كل شيء يدب على وجه الأرض ، و( مِن ) تفيد استغراق أفراد النوع .

لو دخلت إلى صف وقلت : هؤلاء الطلاب لهم عندي جائزة ، أي الذين أمامك ، أما إذا قلت : ما من طالب في هذا الصف إلا وله عندي جائزة ، شمل الغائبين ، إذًا ( من ) تفيد استغراق أفراد النوع ، فإذا جاءت ( على ) قبل لفظ الجلالة دلت على الإلزام الذاتي ، أن الله سبحانه وتعالى ألزم ذاته العلية برزق العباد .



قوانين الرزق متحركة غير ثابتة :



أيها الإخوة ، الآيات كثيرة جداً ، والموضوع واسع جداً ، ولكن لحكمة بالغة ثبتَ الله ملايين القوانين كي تستقر حياتنا ، وكي تنتظم ، ولكنه لحكمة بالغة حرك قوانين الصحة والرزق ، وكأن الصحة والرزق أداتان لتربيتنا ، لذلك :





﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا ﴾

) سورة الجن ) .



﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ ﴾ .



( سورة الأعراف الآية : 96 ) .



﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ﴾ .

( سورة المائدة الآية : 66 ) .

ويقاس على ذلك ، لو أن المسلمين أقاموا القرآن الكريم لأكلوا من فوقهم ، ومن تحت أرجلهم ، وقد يُحرَم المرء بعض الرزق بالمعصية ، إذًا حرك الله قوانين الرزق ، وربطها بالإيمان والاستقامة ، وإقامة أمر الله ، قال تعالى :



] فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) [

( سورة نوح ) .

أيها الإخوة الكرام ، ثبات آلاف القوانين من أجل استقرار الحياة ، ثبات قوانين المعادن ، فقد يبنى بناء شامخ ، الحديد خصائصه ثابتة ، لو تغيرت خصائص الحديد لانهار البناء .

ثبات خصائص البذور ، ثبات ملايين القوانين ، لكن الرزق ليس ثابتا ، والصحة ليست ثابتة ، وكأن الصحة والرزق أداتان من أدوات تربية الله لنا ، فلذلك ربط الرزق أحيانا بالتقوى والاستقامة ، والطاعة والاستغفار ، وهناك بحث قيم جداً حول زيادة الرزق وفق الكتاب والسنة .



كلمة ( الرزق ) واسعة عي محصورة في المال :



لكن النقطة الدقيقة أن كلمة رزق أوسع بكثير من أن تكون مالاً أو طعاماً وشراباً ، والدليل على ذلك قوله تعالى :



] وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) [

( سورة الواقعة ) .

فالإنسان إذا عرف الله فهذا رزق من الله ، فإذا ألقى الله في قلب الإنسان الأمن فهذا من رزق الله ، الأمن رزق ، إذا ألقى الله في قلبك الرضا هذا رزق ، إذا ألقى الله في قلبك السكينة فهذا رزق ، إذا ألقى الله في قلبك الرحمة فهذا رزق ، لذلك الأرزاق أوسع بكثير من أن تكون مالاً أو صحة أو طعاماً وشراباً .

الرزق هو الشيء الذي تنعم به ، فنعمة الأمن من أعظم الأرزاق ، والرضى من أعظم الأرزاق ، والصحة من أعظم الأرزاق ، لذلك العلماء أشاروا إلى ما يسمى الرزق السلبي ، حينما تعافى من جميع الأمراض فهذا رزق سلبي ، يمكن أن يدفع الإنسان الملايين لمعالجة جسمه من مرض عضال ، حينما ينجو الإنسان من ظلم ظالم قد يبدد المال كله ، هناك رزق سلبي ، وهو من خصائص المؤمنين ، فإذا نجاك الله من أمراض عضالة ، من ظلم الظالمين فهذا رزق .

فلذلك الرزق أوسع بكثير من أن يكون طعاماً وشراباً ، أو من أن يكون مالاً ، لذلك إن الله يعطي الصحة والذكاء والمال والجمال للكثيرين من خلقه ، و لكنه يعطي السكينة بقدر لأصفيائه المؤمنين ، السكينة رزق ، كما أن المال رزق ، والجمال رزق ، والصحة ، والقوة والسكينة رزق ، والرضى رزق ، والحكمة رزق ، قال تعالى :





]وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا (269)[

( سورة البقرة)

وأرزاق الله عز وجل لا تعد ولا تحصى ، ولكن معظمه يستحقه المؤمن بإيمانه وتوحيده واستقامته ، وإذا ذهبت لتعدد النعم التي أسبغها الله على المؤمنين فإنها نعم عظيمة لا تعد ولا تحصى .

أيها الإخوة ، من أشقى الناس مَن كان رزقه من الله أن يكذب بآياته ، قال تعالى :



] وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (82) [

( سورة الواقعة ) .

بعثة النبي أعظم منحة إلهية لنا ، القرآن الكريم منهج عظيم سخره الله لنا ، لذلك أيها الإخوة ، يجب أن نفهم مبدئياً أن الرب رب ، وأن العبد عبد ، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى حينما أراد أن يؤكد بشرية الأنبياء ماذا قال ؟ قال تعالى :





] وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ [ .

( سور الفرقان : 20 )
أي هم مفتقرون في وجودهم إلى تناول الطعام ، ومفتقرون في ثمن الطعام إلى أن يمشوا في الأسواق ، هذا شأن العبد ، مفتقر إلى الطعام والشراب ، ومفتقر إلى ثمن الطعام والشراب ، إذًا هو يعمل ، فالذي يعمل ليكسب مالاً ليشتري طعاماً ليس إلهًا .





] وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ (20) [ .

( سور الفرقان )


من معاني الرزّاق خلقُ الأرزاق بحكمة من حيث النوع والكم والوقت والتتابع :



أيها الإخوة الكرام ، من معاني الرزاق أنه خلق الأرزاق ، كم من الدواب يذبح كل يوم على مستوى الأرض ؟ مليارات ، هذا رزق العباد ، كم من أطنان القمح ينتج كل عام ؟ بلدنا الطيب المتواضع ينتج أحيانا من محافظات شمال شرق ستة ملايين طن ، وحاجة بلدنا كله إلى مليون طن فقط ، إذًا الله عز وجل رزاق ، مَن خلق هذا القمح ليكون غذاء كاملا ؟ الله جل جلاله ، مَن جعل سوق القمح غذاء نموذجيا كاملا للدواب ؟ الله جل جلاله ، التبن الذي هو سوق القمح هذا غذاء إستراتيجي للأنعام ، من صمم القمح ليكون غذاء كاملاً ؟ عدد أنواع القمح بعشرات الألوف ، هذا القمح ينبت في الصيف والشتاء ، وفي قمم الجبال وفي الوديان والصحاري والسواحل ، وفي المنطقة الحارة والباردة ، أنواع منوعة رزقا للعباد ، الله عز وجل جعل هذا الغذاء كاملا ، من أعطى هذه الدابة القدرة على إنتاج الحليب ؟

مما يلفت النظر أن الغدة الثديية في البقرة شيء محير ، إنها كالقبة تماماً ، فوق هذه القبة شبكة أوعية دموية كثيفة جداً ، وأن الخلية الثديية تختار من الدم حاجتها لتكوين الحليب ، قال تعالى :



] مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) [

( سور النحل )
الفرث قد يكون سائلاً ، وقد يكون غازياً ، كثاني أكسيد الفحم ، وقد يكون صلباً كالروث .



] مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا سَائِغًا لِلشَّارِبِينَ (66) [

( سور النحل )
هذا الحليب الذي وهبنا الله إياه عن طريق الأنعام غذاء كامل ، ما شرب النبي عليه الصلاة والسلام من هذا الحليب شيئاً إلا قال : اللهم زدنا منه ، مشتقات الألبان غذاء أساسي للإنسان ، من صممه ؟ من خلقه ؟ الله جل جلاله .

هذه الفواكه التي ترونها من صمم أنها تنضج خلال صيف بأكمله ، لماذا القمح ينضج في يوم واحد ؟ والفواكه تنضج على مدى الصيف ؟

حدثني أخ كريم ضمن حقل من البطيخ قال لي : جنيت منه قدرَ تسعين سيارة ، كل يوم سيارة مملوءة على مدى ثلاثة أشهر .

من جعل الفاكهة تنضج تِباعاً ؟ من برمج أن هذه فواكه تبدأ بالكرز ، ثم المشمش ، ثم التفاح ، ثم الأجاص ... من وزع نضج هذه الفواكه ، وجعل آخرها العنب على مدى الصيف ، تصميم من ؟ رزق من ؟

لذلك معنى الرزاق أنه خلق الأرزاق ، لكن الذي يلفت النظر تناسب هذه الأرزاق مع بنية الإنسان ، القمح غذاء كامل للإنسان .



حليب البقرة :



فهذه الغدة الثديية خلية تختار هي مِن شبكة الدم الذي فوقها ما يناسبها لصنع الحليب ، أما كيف تختار ، وكيف تصنع الحليب ، هذا حتى الآن شيء غير معلوم ، لكن هذه الغدة الثديية التي على شكل قبة تأخذ حاجتها من الدم ، وترشح نقطَ من الحليب ، هذه النقاط تجتمع في ثدي البقرة ، ثدي البقرة يجمع أربعين كيلوا من الحليب ، ولئلا يتمزق هذا الثدي هناك جداران داعمان متعاكسان في ثدي البقرة ، ولكل جزء من هذا الثدي حلمة ، لو أن أربعة إخوة لهم بقرة ، كل أخ يأخذ من حلمة نصيباً متساوياً مع بقية إخوته ، قال تعالى :





] وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ (5)[

( سور النحل )
هذا معنى اسم ( الرزاق ) ، من صمم هذه البقرة ؟ إنها معمل صامت رائع ، تأكل الحشيش فتعطيك الحليب ، من صمم الدجاجة تأكل كل شيء فتعطيك البيضة ؟ من صمم هذه الفواكه والثمار؟ هذه الخضراوات ؟ من صمم المحاصيل القمح والشعير والعدس والحمص ؟ من جعل هذه المواد متوافقة أتم التوافق مع بنية الإنسان ؟ لو أن التفاحة مثلاً بقوام لا يقطع بأسنانك ماذا تفعل ؟ لو أن طعم التفاحة لا يحتمل لا تأكلها ، لو أن شكلها لا يعجبك لا تأكلها ، الشكل مناسب ، والطعم مناسب ، والقوام مناسب ، وفيها معادن ، وفيها حديد ، وفيها مغنيزيوم ، ومواد سكرية ، وحجم معتدل ، ولها قشرة تحميها من العطب ، هذا تصميم من ؟ لذلك أيها الإخوة ، قال تعالى :



] فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) [

( سور عبس )
هذا أمر إلهي في القرآن الكريم ، وكل أمر في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، قال تعالى :



﴿ فَلْيَنْظُرِ الْإِنْسَانُ إِلَى طَعَامِهِ (24) أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا (25) ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا (26) ﴾ .

( سور عبس )
إذاً : التفكر في الرزق من موجبات القرآن الكريم ، لأن القاعدة الأصولية : كل أمرٍ في القرآن الكريم يقتضي الوجوب ، وأنت تأكل الطعام صباحاً وظهراً ومساءً تفكر ، الزبدة من مشتقات الألبان ، واللبن المصفى من مشتقات الألبان ، والجبنة من مشتقات الألبان ، والقشطة من مشتقات الألبان ، والسمن من مشتقات الألبان ، ما هذه الألبان التي أكرمنا الله بها ؟



الأرزاق متناسبة مع بنية الجسم :



لذلك أيها الإخوة ، مما يلفت الأنظار أن هذه الأرزاق متناسبة تناسباً رائعاً مع بنية الجسم .

أحياناً تشتري قطعة لمركبتك ، حينما تأتي في مكانها الصحيح ، على مستوى الميليمتر معنى ذلك أن المعمل واحد ، المعمل الذي صنع السيارة هو الذي صنع هذه القطعة ، وتناسب الأرزاق بدءاً من العدس والشعير ، والقمح والحمص إلى الخضراوات إلى فواكه ، إلى الألبان إلى العسل ، تناسب هذه الأرزاق مع بنية الجسم هذا من صنع الحكيم ، وهذا يؤكد اسم ( الحكيم ) أيضا .



كيف يكسب الناس الأرزاق ؟



شيء آخر ، كيف تكسب هذا الرزق ؟ جعل لك معايش ، هذا معنى دقيق جداً ، فكم من إنسان في الأرض يعيش على طول الشعر ؟ ملايين ، كم من إنسان يعيش على الحر المكيفات والبرادات والثلج ؟ كم من إنسان يعيش على الحر ؟ كم من إنسان على الأرض يعيش على البرد ؟ كم من إنسان في الأرض يعيش على جهل الصغار بالتعليم والجامعات ، كم من إنسان يعيش على المرض ؟ كم من طبيب في الأرض ؟ معنى معايش أي : أسباب لكسب الرزق ، وجعلها متناسبة مع الإنسان ، ثم أعطاك وسائل كسب الرزق .

إنّ الإنسان يتمتع بخبرة عالية ، هذه الخبرة مودعة في ذاكرته ، والإنسان يتبدل تبدلا كاملا كل خمس سنوات ، إلا دماغه وقلبه ، إذا تبدل الدماغ خسر كل خبرته ، فيقول : أنا كنت طبيبا ، لكن ثبات خلايا الدماغ مِن نعمِ الله الكبرى .



الخبرات :



وأحد أسباب كسب الرزق خبراتك ، والخبرات التي تملكها إما خبرات في الطب ، أو الهندسة ، أو الفيزياء ، أو الكيمياء ، أو الرياضيات ، أو الفلك ، أو في صنعة ، أو في حرفة ، أو في مهارة ، أو في شيء آخر ، فكلّ إنسان يعيش بالخبرة التي يملكها من حرفة يحترفها ، من مهنة يمتهنها ، فهي خبرات متراكمة .

إذاً : الله عز وجل فضلاً على أنه خلق لك الأرزاق ، وجعلها متوافقة توافقا تاماً مع خلق الإنسان ، أعطاك وسائل لكسب الرزق ، كل واحد منا له عمل ، والعمل بفضل مهارات يملكها وخبرات ، هذا بالتجارة ، هذا بالصناعة ، هذا بالزراعة ، هذا بالطب ، هذا بالهندسة ، هذا بالتدريس ، هذا بالفيزياء ، بالكيمياء ، بالحقوق لحل مشكلات الناس ، كل إنسان يعيش من حرفة ، من مجموعة خبرات متراكمة يستخدمها لكسب المال ، إذاً : الله عز وجل جعل لك معايش ، والآية دقيقة :

] وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ (10) [

( سور الأعراف )
يعني وسائل فعالة لكسب الرزق .



بين فقرِ القدَر وفقرِ الكسل فقرِ الإنفاق :



أيها الإخوة الكرام ، لكنك إذا رأيت إنساناً فقيراً فأنا لي رأي في هذا الموضوع ، هناك فقر القدر ، إنسان معه عاهة معذور عند الله ، هذا قضاء الله وقدره ، وله حكمة بالغة ، عرفها مَن عرفها ، وجهلها مَن جهلها ، لكن هناك الفقر المذموم ، وهو فقر الكسل ، هذا صاحبُه يرجئ ، ولا يتقن عمله ، بل يقصر ويغش أحياناً ، هذا الإنسان إذا كان فقيراً ففقره من خطأ يرتكبه ، إنه الكسل ، أنا أسميه فقر الكسل ، وهناك فقر الإنفاق ، فقر سيدنا الصديق حينما أنفق ماله كله ، فقال : يا أبا بكر ، ماذا أبقيت لنفسك ؟ قال : أبقيت الله ورسوله ، هناك فقر القدر ، وفقر الكسل ، وفقر الإنفاق .



أسباب الرزق :



لكن الرزق أيها الإخوة له سببان أساسيان ، أن تأخذ في أسباب الرزق ، ثم تتوكل على الله .



السبب الأول : الأخذ بالأسباب :



عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّهُ حَدَّثَهُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَضَى بَيْنَ رَجُلَيْنِ ، فَقَالَ الْمَقْضِيُّ عَلَيْهِ لَمَّا أَدْبَرَ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :

(( إِنَّ اللَّهَ يَلُومُ عَلَى الْعَجْزِ ، وَلَكِنْ عَلَيْكَ بِالْكَيْسِ ، فَإِذَا غَلَبَكَ أَمْرٌ فَقُلْ : حَسْبِيَ اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .

[ أبو داود وأحمد ]
أن أسعى ، أن أخرج من البيت ، أن أقرأ الصحف التي فيها إعلانات لأعمال ، أن أتحرك .

السبب الأول : التوكُّل على الله :



ثم أتوكل ، لذلك لما سيدنا عمر رأى أناساً يتكففون الناس في الحج فقال : << من أنتم ؟ قالوا : نحن المتوكلون ، قال : كذبتم ، المتوكل من ألقى حبة في الأرض ، ثم توكل على الله >> .

يدرس ، يجمع الخبرات ، يطرق أبواب الوزارات ، أحياناً يفتح الصحف التي فيها إعلانات عمل ، هذا هو السعي ، وبعدئذ يتوكل على الله عز وجل .

أيها الإخوة الكرام ، لكن آية مهمة جداً تحتاج إلى شرح طويل ، هي قوله تعالى :



وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ





] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3)[

( سورة الطلاق )

أنا متى أقول : أين المخرج ؟ حينما تكون الأبواب كلها مغلقة أبحث عن المخرج ، أحيانا كلما طرقت باباً رأيته مسدودا ، فباب الوظيفة مسدود ، وباب التجارة مسدود ، وباب الصناعة مسدود مثلاً ، فالرزق أحياناً يجعلك في حيرة من أمرك ، الأبواب كلها مغلقة ، اتق الله ، طبق منهج الله ، وانتظر أن يفتح الله لك أبواب رزقه ، هذه آية ، ولزوال الكون أهون على الله من ألا يحقق وعوده للمؤمنين ، والآية وعد :





﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾ .

( سورة الطلاق ) .

هذا الكلام موجه للشباب ، الشاب بحاجة إلى عمل ، بحاجة إلى مسكن ، بحاجة إلى زوجة ، وقد يتوهم أحياناً أن الطرق كلها مسدودة .





] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3) [

( سورة الطلاق )

هذا كلام خالق الأكوان ، هذا كلام من هو طليق الإرادة ، هذه الآية وما فيها من وعد لا علاقة لها بالظروف كلها ، ظروف صعبة ، بطالة ، فرص عمل قليلة ، هذا كله كلام غير مقبول .



] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3)[

( سورة الطلاق )

ولهذه الآية وقفة متأنية إن شاء الله في لقاء قادم .





ولازلنا أيها الإخوة مع اسم ( الرزاق ) .



وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ



والآية التي ينبغي أن تكون في مقدمة هذا الدرس ، قال تعالى :



] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3)[

( سورة الطلاق )

1 – الآية في معناها السياقي والمعنى العام :



أحياناً الآية لها معنىً في سياقها ، والآية وردت في سورة الطلاق ، أي أنه من يتق الله في تطليق زوجته ، فيطلقها طلاقاً سنياً لا طلاقاً بدعياً يجعل الله له مخرجاً إلى إرجاعها ، أما إذا نزعت الآية من سياقها فلها معان لا تعد ولا تحصى .



2 – الآية في معناها العام :



فمن يتق الله في اختيار زوجته يجعل الله له مخرجاً من الشقاء الزوجي .

ومن يتق الله في تربية أولاده يجعل الله له مخرجاً من عقوقهم .

ومن يتق الله في كسب ماله يجعل الله له مخرجاً من إتلاف ماله .

ويمكن أن نتحدث عن هذه الآية ساعات وساعات ، ولكن في موضوع الرزق ، قال تعالى :



] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3)[

( سورة الطلاق )

الأمر بيد الله ، وما تعلمت العبيد أفضل من التوحيد .





] وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ [

( سورة هود : من الآية 123 )

فهذا الذي يستقيم على أمر الله له عند الله رزق وفير ، وهذا الكلام ينطبق على كل مسلم إلى يوم القيامة ، وهذا الوعد فوق الظروف الصعبة ، وفوق انتشار البطالة ، وفوق قلة المكاسب ، جميع الظروف الاستثنائية التي تحول بين الإنسان والرزق تعطل مع هذا الوعد الإلهي ، لكل مسلم إذا استقام على أمر الله عز وجل ، وكل إنسان يتعامل مع الله وفق هذه الآية له عند الله رزق وفير .



﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾ .

( سورة الطلاق ) .

وذكرت أن الإنسان حينما يبحث عن مخرج فمعنى ذلك أن الأبواب كلها مغلقة .

ضاقَت فَلَمّا اِستَحكَمَت حَلَقاتُها فُرِجَت وَكُنتُ أَظُنُّها لا تُفرَجُ

***

فعلاقتك مع الله في هذا الموضوع أن اتقِ الله ، " عبدي ، كن لي كما أريد أكن لك كما تريد ، كن لي كما أريد ، ولا تعلمني بما يصلحك ، أنت تريد ، وأنا أريد ، فإذا سلمت لي فيما أريد كفيتك وما تريد ، وإن لم تسلم لي فيما أريد أتعبتك فيما تريد ، ثم لا يكون إلا ما أريد " .

في هذا الموضوع لو أن الإنسان تعامل مع الله مباشرة فاتقى الله ، وحرص حرصاً لا حدود له على طاعته ، فالله عز وجل هو الرزاق ، يرزقه من حيث لا يحتسب ، والقصص التي تؤكد هذا المعنى كثيرة لا تعد ولا تحصى ، وهذا ليس خاصا بإنسان دون إنسان ، هذا لكل مسلم .



سيدنا يونس في بطن الحوت قصةٌ وقانون :



أوضح لكم هذه الحقيقة من خلال هذه الآية عن سيدنا يونس ، نبي كريم يجد نفسه فجأة في بطن حوت ، والحوت وزنه مئة وخمسون طنًّا ، خمسون طنا من لحم ، و خمسون طنا من عظم ، خمسون طنا من دهن ، يستخرج منه تسعون برميلا زيتا ، والإنسان بإمكانه أن يقف على فم الحوت بقدميه ، ووجبة الحوت المعتدلةُ أربعة أطنان ، قال تعالى :



] فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ (88) [

( سورة الأنبياء)

دقق الآن ، قَلَبَ الله القصة إلى قانون ، قال تعالى :



] وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) [

( سورة الأنبياء)

في كل زمان ، وفي كل مكان ، وفي كل مصر ، وفي كل قطر ، وفي كل ظرف ، إن كنت في الهواء ، أو كنت على أطباق الماء ، أو كنت تحت الثرى .





] وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) [

( سورة الأنبياء)



﴿ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ (88) ﴾



( سورة الأنبياء)



سيدنا موسى وفرعون :



هذا القرآن لنا ، هذا القرآن يبين لنا أن الله مع المؤمن ، قال تعالى :



﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ (61) قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) ﴾

( سورة الشعراء ) .

احتمال النجاة صفر ، فرعون بجبروته ، بطغيانه ، بحقده ، بأسلحته ، بما يملك يتبع شرذمة قليلة ، والبحر أمامهم .



﴿ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ ﴾

( سورة الشعراء ) .

هذا الكلام لنا ، ينبغي ألا نيئس ، ألا نقع في الإحباط ، أن نحسن الظن بالله ، إذاً :



﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾ .

( سورة الطلاق ) .

كن صادقاً ، كن أميناً ، انصح الناس ، لا تفكر أن تكسب الرزق بمعصية ، فما عند الله لا ينال بمعصيته ، ومن ابتغى أمراً بمعصية كان أبعد مما رجا ، وأقرب مما اتقى .





] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3)[

( سورة الطلاق )

والقصص التي تؤكد هذا المعنى والله لا تعد ولا تحصى .



قانون التيسير :



أيها الإخوة ، الإنسان أحياناً يشكو من التعسير ، لكن ربنا وإلهنا وخالقنا يقول :



﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ .

( سورة الطلاق ) .

الأمور ميسرة ، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً ، قال تعالى :



] فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى(5)وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى(6)فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى(7) [

( سورة الليل ) .

التيسير له قانون ، واللهُ عز وجل التعامل معه وفق قواعد ثابتة .



] فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) [

( سورة الليل ) .





﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5)﴾ .



( سورة الطلاق ) .

تقول : لي أعمال خطيرة ، لي ذنوب كبيرة ، نقول لك :



﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5)﴾ .

( سورة الطلاق ) .



ثلاث آيات في سورة الطلاق :

الأولى :



] وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3)[

( سورة الطلاق )

الثانية :



﴿ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ﴾ .

( سورة الطلاق ) .

الثالثة :



وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا (5)

( سورة الطلاق ) .



وسائل وأسباب زيادة الرزق :



هل من وسائل ذكرها القرآن الكريم ، أو هل من أسباب بيّنها الكتاب في زيادة الرزق ، وكما تعلمون الإنسان حريص حرصاً لا حدود له على بقائه ، وعلى سلامة وجوده ، وعلى كمال وجوده ، وعلى استمرار وجوده ، وعلى رزقه :



1 – الاستقامة على أمرِ الله :



الله عز وجل يقول :



﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا ﴾

) سورة الجن ) .



أول أسباب زيادة الرزق الاستقامة على أمر الله ، فقد يحرم المرء بعض الرزق بالمعصية .

إن بيتا تؤدى فيه الصلوات ، ومحلا تجاريا فيه غض بصر ، فيه ضبط لسان ، فيه إقامة صلوات ، هذا البيت والمحل التجاري مرزوقان .



﴿ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُم مَّاء غَدَقًا لنفنتهم فيه ﴾

) سورة الجن ) .

أحد أكبر أسباب زيادة الرزق الاستقامة .



﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ (32) ﴾ .

( سورة فصلت ) .

الحزن مع الإيمان بالله مستحيل ، الأمر بيده ، وهو معنا يسمع ويرى ، ويعلم ، والأمر كله بيده ، لذلك :

كن مع الله تـر الله مع واترك الكل وحاذر طمعك

و إذا أعطاك من يمنعه ثم من يعطي إذا ما منعـك

***

فتعليق الأمل بالله عز وجل ، والاستقامة على أمره أحد أسباب زيادة الرزق .



2 – الإيمان والتقوى :



قال تعالى :



﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ ﴾ .



( سورة الأعراف الآية : 96 ) .

أحياناً تنزل أمطار ما ينزل في عام بأكمله يمكن أن ينزل في ليلة واحدة .



﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ ﴾ .



( سورة الأعراف الآية : 96 ) .

مرة كنت أستمع إلى حوار صاحِبَيْ معملي تطريز ، قال له : بعنا بيعًا يخيف ، قال له : ما السبب ؟ قال : الأمطار هذا العام كانت غزيرة ، الرزق في السماء .

أيها الإخوة ، الآن الإيمان والتقوى أحد أسباب زيادة الزرق ، وكل مؤمن حريص على أن يكون رزقه وفيراً ، هذا شيء مكنوز في أعماقك ، لذلك عليك أن تستقيم على أمر الله ، الآية الدقيقة :



] بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) [

( سورة الزمر )

عليك أن تعبد الله ، وعلى الله الباقي .

هناك معنى دقيق جداً :

] بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ [

عليك أن تعبد الله ، والله سبحانه وتعالى يتولى أن يرزقك رزقاً وفيراً فاشكر بعدها .

] بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ (66) [

( سورة الزمر )

أنا لا أريد لإنسان يؤمن بالله أن ييئس ، أن يشعر بالإحباط ، أن يقول : الأمور صعبة جداً ، على الله ليس هناك شيء صعب ، على الله كله يسير ، ما عليك إلا أن تستقيم على أمره .



3 – الصلاة :



الآن أحد أسباب زيادة الرزق :



] وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا (132)[

( سورة طه )





]لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى (132) [

( سورة طه )

الأب أحياناً يسأل : أتناول ابنه الطعام قبل أن ينام ؟ تقول له أمه : أكل ، هل كتب وظائفه ؟ نعم ، كتب ، وقلّما يسأل امرأته : هل صلى العشاء ؟



] وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا (132)[

( سورة طه )

البيت الذي تؤدى فيه الصلوات بيت مرزوق ، المحل الذي يصلي أفراده الصلوات الخمس محل مرزوق .



] وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا (132)[

( سورة طه )

واصطبر على أدائها .

(( علموا ، ولا تعنفوا فإن المعلم خير من المعنف .

[ الجامع الصغير عن أبي هريرة بإسناد ضعيف ]

هذا سبب ثالث لزيادة الرزق أن تقام الصلوات في البيت وفي العمل .



4 – الاستغفار :



شيء آخر ، هناك رجل جاء إلى بعض العلماء يشكو له عدم الإنجاب ، قال له : استغفر الله ، إنسان آخر يشكو له من مشكلة فيما بينه وبين أهله ، قال : استغفر الله ، وإنسان سأله أن المطر لا تهطل ، فقال له : استغفر الله ، قال : عجبت لك يا إمام ، أو كلما سألك إنسان تقول له : استغفر الله ، قال : اسمع قوله تعالى :



] فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) [

( سورة نوح)

هذا كلام خالق السماوات والأرض ، وزوال الكون أهون على الله من ألاّ يحقق وعوده للمؤمنين .

أيها الإخوة الكرام ، المسلمون ينعمون في بحبوحتين ، بحبوحة اتباع سنة رسول الله وبحبوحة الاستغفار ، الدليل :



] وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33) [ .

( سورة الأنفال)

5 – اتباع سنة النبي عليه الصلاة والسلام :



معنى الآية بعد انتقال النبي عليه الصلاة والسلام إلى الرفيق الأعلى : أي يا محمد ، ما دامت سنتك مطبقة في بيوتهم ، وفي أعمالهم ، وفي كسب أموالهم ، وفي إنفاق أموالهم ، وفي حلهم وترحالهم ، وفي أفراحهم وأتراحهم ، مادامت سنتك مطبقة فيهم فأمتك في مأمن من عذاب الله ، فإذا عذبت أمة محمد عليه الصلاة والسلام فهذا دليلُ عدمِ تطبيق السنة .



] وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33) [ .

( سورة الأنفال)

مستحيل وألف ألف مستحيل أن تعذب أمته ومنهج النبي عليه الصلاة والسلام مطبَّق فيها ، هذا المعنى يذكرنا بأن النبي عليه الصلاة والسلام قال :

(( يَا مُعَاذُ ، وَمَا حَقُّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَإِنَّ حَقَّ اللَّهِ عَلَى الْعِبَادِ أَنْ يَعْبُدُوهُ ، وَلَا يُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا ، وَحَقَّ الْعِبَادِ عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يُعَذِّبَ مَنْ لَا يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا

[ متفق عليه عن معاذ ]
أنشأ الله لك حقاً عليه إذا عبدته ؛ لك حق عليه ألا يعذبك ، لذلك :



] وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ (18) [

( سورة المائدة)

هذه دعواهم :



] قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ (18) [

( سورة المائدة)

وإذا قال المسلمون : نحن أمة محمد ، يقال لهم قياساً على هذه الآية :



] قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ (18) [

( سورة المائدة)

الإمام الشافعي يقول : " لو أن الله قبِل دعواهم لمّا عذبهم ، لأن الله لا يعذب أحبابه " ، فكن مع الله تر الله معك .

أيها الإخوة الكرام ، نحن في بحبوحة أخرى :



 وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ (33)  .

( سورة الأنفال)



] وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (33) [

( سورة الأنفال)

نحن في بحبوحتين ؛ بحبوحة طاعة رسول الله ، وبحبوحة الاستغفار .



] فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) [

( سورة نوح)

6 – صلة الرحم :



أيها الإخوة ، سبب آخر لزيادة الرزق في الحديث الشريف الصحيح يقول عليه الصلاة والسلام :

(( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ـ أي في أجله ـ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ .

[ البخاري ، مسلم ، أبو داود ، أحمد ]

أحد أسباب زيادة الرزق أن تصل رحمك ، وأن تعفو عمن ظلمك ، فلذلك أنا أضع بين أيدكم قواعد من كتاب الله ومن سنة رسول الله لزيادة الرزق ، وشيء معروف عند كل الناس أن الابن إذا كان باراً بإخوته وأخواته فله رزق وفير ، وأيّ إنسان يخرج من ذاته لرعاية مَن حوله مِن أقربائه فهذه صلة للرحم .

من السذاجة أن نتوهم أن صلة الرحم أن تطرق باب قريبك في العيد ، وتسلم عليه ، وتعود إلى بيتك ، صلة الرحم تبدأ باتصال هاتفي ، تمر بزيارة ، بتفقد الأحوال ، بمساعدة ، بدلالة على الله ، فإذا اتصلت به وزرته ، وتفقدت شؤونه وأعنته ، ثم دللته على الله فهذه هي صلة الرحم .

وصلة الرحم ضمان اجتماعي على المستوى القرابة ، ورعاية الجار ضمان اجتماعي آخر على مستوى الجغرافيا ، فأنت لك أقرباء ، ولك جيران ، فالله عز وجل أوصاك بأقربائك ، وأوصاك بجيرانك ، وهذا النظام تضامن اجتماعي في الإسلام ، لذلك :

(( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ ـ أي في أجله ـ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ .

[ البخاري ، مسلم ، أبو داود ، أحمد ]

7 – إقامة القرآن :



أيها الإخوة الكرام ، سبب آخر لزيادة الرزق يقاس على آية ، قال تعالى :



﴿ وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُواْ التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأكَلُواْ مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم ﴾ .

( سورة المائدة الآية : 66 ) .

المسلمون القرآن ، ونقول للإخوة المسلمين : لو أن المسلمين أقاموا القرآن الكريم في بيوتهم لأكلوا مِن فوقهم ، ومِن تحت أرجلهم ، هذه آيات دالة على عظمة الله ، وهذه آيات مبشرة ، اقرأ القرآن الكريم ، وانظر إلى البشريات التي فيه لمَن استقام على أمر الله .



وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ



لكن كفكرة سلبية في هذا الدرس ، قال تعالى :



] وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ (188) [

[ سورة البقرة ]

سمّى الله مال أخيك مالك ، من زاوية واحدة ، من زاوية وجوب الحفاظ عليه ، كيف أنك تحافظ على مالك .

للتقريب : لو أنك أعرت مركبتك لصديقك تقول له : اجعلها كأنها مركبتك ، أي : اعتني بها .



] وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ (188) [

( سورة البقرة )

لا تأكل مال أخيك ، لأنه يجب أن يكون بمثابة مالك من زاوية واحدة لا من زاوية أكله ، بل من زاوية الحفاظ عليه ، لذلك كل أنواع الغش في البيع والشراء من باب أكل أموال الناس بالباطل ، كل أنواع التزوير ، الإيهام ، الاحتكار ، معاصي البيع والشراء تزيد على مئة ، كل أنواع المعاصي في البيع والشراء تحت قوله تعالى :



] وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ (188) [

( سورة البقرة )
إذا أوهمت المشتري أن البضاعة من مصدر معين ، وهي من مصدر آخر فهو أكلُ مالٍ بالباطل .



] وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ (188) [

( سورة البقرة )

أيها الأخوة ، هذا أيضاً من تماماً الاستقامة على أمر الله :



] وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ وَتُدْلُوا بِهَا إِلَى الْحُكَّامِ (188) [

( سورة البقرة )
هناك سبعمئة ألف دعوى كيدية في قصر العدل ، كلها من أجل أكل أموال الناس بالباطل ، لو أنصف الناس لاستراح القاضي ، وبات عن خليطه راضيا .



خاتمة :



أيها الإخوة الكرام ، لا بد من التأكيد أن الاستقامة على أمر الله ، والإيمان بالله ، والتقوى ، وصلة الرحم ، وإقامة منهج رسول الله ، والاستغفار هذه كلها من أسباب زيادة الرزق ، وكل واحد منا حريص على زيادة رزقه ، ولكن الشيء الذي ينبغي أن يكون واضحاً جداً هو أن الله قطَع البشر عن أن يكون لهم دور في إنهاء حياة بعضهم بعضاً ، وفي رزق بعضهم بعضاً ، كلمة الحق لا تقطع رزقاً ، ولا تقرب أجلاً ، ومن ابتغى أمراً بمعصية كان أبعد مما رجا ، وأقرب مما اتقى ، وما عند الله لا ينال بمعصية الله ، ومستحيل وألف ألف مستحيل أن تطيعه وتخسر ، ومستحيل وألف ألف مستحيل أن تعصيه وتربح ، ومستحيل وألف ألف مستحيل أن تطيعه وتذل ، وأن تعصيه وتعز ، سبحانك لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت ، وهذه وسائل السلامة والسعادة ، وزيادة الرزق ، والله سبحانه وتعالى هو الرزاق ، ولكن للرزق له قواعد بينها القرآن الكريم ، وبينتها سنة سيد المرسلين .



والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
د.يمان
,
,
د.يمان


الهواية : الهواية
البلد : فلسطين
الجنس : انثى
الابراج : الدلو
عدد الرسائل : 12050
العمر : 36
احترام القوانين احترام القوانين : 100 %
الاوسمة : عضوة مميزة

من أسماء الله الحسنى .. الرزّاق Empty
مُساهمةموضوع: رد: من أسماء الله الحسنى .. الرزّاق   من أسماء الله الحسنى .. الرزّاق I_icon1029/4/2011, 18:23

بارك الله فيكي وجزاكي الله عنا كل خير
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
من أسماء الله الحسنى .. الرزّاق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
سما حاس الخضراء ::  ۝۞ المنتديات العامة ۞۝  :: ســـــ حاس الخضراء ـــــما المنتدى الاسلامي-
انتقل الى:  
الحقوق

جميع الحقوق محفوظةلـ سما حاس الخضراء
 Powered by®https://hassss.ahlamontada.net
حقوق الطبع والنشر©2014 -2013
إن جميع المشاركات تمثل وجهة نظر كاتبها فقط , فلا تتحمل الادارة اي مسؤولية تجاه تلك المشاركات
فيس وتويتر
من أسماء الله الحسنى .. الرزّاق Fb110
سجل واربح 10 دولار مباشرة