حب تحت المطر

تحت المطر لحظات تبقى


جلست مع حبيبة أصبحت ذكرى

في كافيتيريا دمشقية

في ليلة شتوية

مطر تتسابق قطراته الندية

ونحن نجلس بجانب المدفأة

التي تحتضن إبريق ماء يغلي

تتصاعد أبخرته إلى سماء المكان

وأيدينا متشابكة

فيها برودة المكان

وحرارة الحب تصل الغليان


عيناي تنظران بلهفة عطشان

إلى كل ما في الحبيبة

تناديني عيناها الواسعتان

بصوت كله حنان

بحب يلهث من تعب الشوق

وشفتاها مازالتا تشعران بالبرد

فترقص سكرى متعبة

وشعرها المستحم بماء السماء

الذي ينساب على معطفها الجلدي الأسود

كم حاولت أن أنسى من حولي

كم تمنيت أن أضع رأسها على صدري

واقتل البرد اللعين

ولكن لم أقدر

عجزت عن ذلك.....

كأسان من الشاي ملا الانتظار

رغم حاجتنا لهما

لم نتذكر حتى أحسا بالبرد مثلنا

بعد رشفتين....... أو اكثر

قمنا لنغادر المكان

خرجنا لنقابل ليلاً أراد أن يرافقنا

وضعت يدها حول خصري

والتفت يدي حول عنقها

وأسندت رأسها على صدري

ورحنا نمشي في ساحات الليل

والمطر يراشقنا بقطرات

فيها شيء من الودية

ثم ركبنا السيارة وجبنا شوارع دمشق

الناس كلها فرحة كما الأرض

اقترحت عليها أن نأكل (الفول النابت)

فهو دواء الشتاء

فتوقفنا عند عربة وقد تجمع حولها عدد

ليس بقليل....

أخذنا ما نريد

ليس كل ما نريد......

فتسرب إلينا إحساس بالدفئ

لست أدري من أين جاء

من الفول؟ أم من ........؟

صرخت ساعة يدها التي أشعر نحوها بالعداء

(انتهى الوقت)..

فأوصلتها إلى بيتها وعدت وحيداً

أتحسس يدها حول خصري

أبحث عنها... على صدري

على ساعدي

أين هي ....

كانت هنا.....

أنظر إلى مقعد السيارة الذي بجانبي

.......أراه خالياً

أنظر في وجوه المارة.. لا أجدها

المطر يبكي بغزارة......

لا شك هذه دموع المطر.....

ولكن أين دموعي؟

احتبست..... تكاد تخنقني

لا أقوى على تفريغ شيئاً من حزني...

لماذا احتبست ...... هل لأنه اللقاء الأخير؟

لم أكن أعلم أنه قد يكون الأخير..

سافرت تحت الضغوط.....

رحلت...... تزوجت ...

هذه بداية النهاية.....

أصبحت أتردد إلى نفس المكان

كل حين وعندما أدخل

أرى في نفس المكان

عاشقين جلسا كما كنا

أراهما غارقين في بحور الحب

أرى الشوق يقطر من عيونهم

ولكن أستوقف النظر.....

صدقوني.......

لا أحد في هذا المكان

بل ما أراه كان طيفنا

ما زالت الصورة محفورة في خدايا المكان

ومنذ ذلك الحين وإلى الآن

ما زرت الشام قط إلى وجلست في هذا

المكان......

أشتاق إليه بحرارة العشق

أصبحت أحس به حبيبة لي

آه من لحظات تحت المطر

هل تعود؟
ربما...... لست أدري؟

تضيئين قلبي وتشعلين في روحي أغنية

فأرنو إليكِ اناا حينهااا من على شرفات

حروفي فارسم لكِ هنااك

في صفحة الروح عينيكِ

وأضيء لكِ كل المشااااعل

وأعلق أقمار الحب في سماء

تدلت بالقرب من ضوءكِ