دمعة مغترب

برد …صنعه شتاء لئيم يختبأ وراء نافذتي
و ها أنا أهم برسم لوحتي …
علني أجد فيها القليل من الحب …

قطرات مطر تضرب زجاج نافذتي المرتجف …
تعزف لي موسيقى حزينة …
استخلص منها الواني الشاحبة …
أمزج بالريشة القليل …من اللون …
و القليل من الموسيقى …

ثم ابدأ بالبحث عن دفئي الضائع …
بين متاهات خطوطي المتشابكة …

ضوء شمعة ..
و موسيقى تعزفها حبات مطر …
و الوان شاحبة …
و جسد ميت …
كلها امتزجت …لتكون لوحتي ؟!

يبدأ المنظر بالتكون …
طريق يمتد إلى المجهول …
و أشجار كأنها اشباح توزعت على طرفيه
و في الافق ليل حالك السواد
و غيوم شريرة تحمل بأيديها برقاً
و عواصف من نار

اسير في وسط الطريق
و يا ليتني اعرف الى اين
تتوه بي الخطوات
و امضي الى المجهول
تاركاً خلفي …ذكريات
يخنقها الحنين
…
و امضي تاركا خلفي
احلاماً معطرة بعبق الياسيمن
و مكللة بشقائق النعمان

العاصفة تغتالني
تصفعني كل حبة مطر
تعريني …فاصبح
ورقة خريف
تلعب فيها رياح القدر
لتستقر في مستنقع من الهم
...

....

و امضي

يطول الطريق
و يطول العذاب
و يتوقف الزمن
على ابواب جراحي
فانزف كل الحنين

امضي الى المجهول

يرتسم في الافق خيال
اندفع لاهثاً
حاملا كل جراحي و همومي
كل امالي و احلامي


انه مفترق طريق
زرع على خاصرته
لافتة
كتب عليها

من هنا >

الى الجحيم

و من هنا <

الى الجحيم

انطفىء ضوء الشمعة

سكتت حبات المطر

و ذابت الالوان


و ما زال هناك في زاوية معتمة
من الغرفة

جسد ميت..
ينبض بالعذاب

كورقة خريف

ايها الاخ الحب الدافئ :ليس الغريب غريب الدار والوطنِ..................انما الغريب غريب القبر والكفنِ

مشكور اخي الحب الدافئ
تقبل مروري

ابدعت في رسم اللوحة القاتمة
تصاوير في غاية البلاغة ..من الالوان الشاحبة .. وموسيقى الموت
والطريق يوصل الى الجحيم ..
رحماك ربي .. اين بارقة الأمل ؟
هناك .. هناك ، عبدي
في زاوية البيت المعتمة ..
فتش في نبضات ذلك الجسد .. الميت
لعلك تجد نبضة مكتوب عليها ..
الطريق الى الحياة ..
تقبل تحياتي