جسدي %%%

في عام ( ما بعد 3000 للميلاد ) تناقلت وسائل الإعلام المحمولة والفضائيات الأجنبية والعربية ؛
. . خبراً رئيساً ؛ كان يتصدر واجهات الصحف الإلكترونية التي انتشرت في كل بقعة من بقاع المعمورة ,
. . حتى أشرطة الإخبار القديمة نقلت الخبر . وكان الخبر حديث المحللين السياسيين, وحديث الناس جميعهم ؛ حتى النساء شُغلنَ بالخبر .

وانقسم الناس إلى مصدقٍ ومنكرِ له .
. . . أما أنا و بحكم تقدم السنِّ رأيت الخبر مستحيلٌ , ولم أصدق الرسائل التي نُشِرت في بوابتي الإلكترونية , ولم أهتم بالخبر , وأخذته على محمل الدعاية الإعلامية .
وفي صباح أحد الأيام .
تلقيتُ عبر بوابتي الإلكترونية رسالة عنوانها ( معبر فرح ) فتحتُ الرسالة , وجاء فيها :
. . ( صديقنا الطيب , بعد أن عرف المجتمع الصهيوني , وقيادته الحكيمة بالغلط الذي ارتكب في الأراضي الفلسطينية , وندم القيادة الحاكمة في القدس , على تهجير سكان فلسطين إلى خارج البلاد العربية , والمذابح الإسرائيلية التي قتلت من الشعب الفلسطيني ( خمسين مليون عربي ), قررت القيادة الإسرائيلية فتح باب الهجرة إلى إسرائيل , وقبول أي شخص مهما كانت ديانته ومهما كانت انتماءاته الحزبية في الأراضي الإسرائيلية , وستقوم الحكومة الإسرائيلية الموقرة بمنح المهاجر إلى إسرائيل الجنسية الإسرائيلية إن رغب , ويسلم له من لحظة وصوله بيتاً وسيارة , وتكفل الحكومة الإسرائيلية للمهاجر كل الحقوق التي يتمتع بها أي إسرائيلي , ويتم العبور حصراً من معبر ( رفح ) . . .الذي أصبح اسمه ( فرح ) نتمنى أن تبادر بالهجرة إلى وطنك الجديد , وإسرائيل ترحب بكل مَن أتاها )
قرأت الرسالة ولم أصدقها , لكنني وجدتُ مرفقات مع الرسالة
- المرفق الأول تأشيرة سفر إلى إسرائيل تحمل رقم ( التأشيرة رقم 200مليون )
- المرفق الثاني شيك بقيمة ( مليون دولار ) يصرف للقادم من أي سفارة إسرائيلية موجودة في إي مكان في العالم .
رأيت في الخبر أن الأمور جدّية , وما جاء في وسائل الإعلام صحيح !!
تداخلت في نفسي أمورٌ كثيرة , انتهت بعد أن حللتها في دماغي إلى العزم على السفر , السفر إلى القدس الحبيب , ورؤية تلك البلاد الطاهرة .
في صباح اليوم التالي ..
ذهبتُ إلى السفارة الإسرائيلية .
دخلت السفارة .
الابتسامة وعبارات الترحيب على وجوه حراس الأمن ..
وصلتُ مكتب التأشيرات ...
طُلب مني رقم التأشيرة , قدمت الرقم ...
. . وما هي إلا ثواني حتى طبعت التأشيرة باسمي , وقال موظف قسم التأشيرات بابتسامة ملأت وجهه :. . . ما عليك صديقي إلا أن تأخذ معك جواز سفرك , وما تحتاج من أمتعة معك , ونتمنى لك طيب الإقامة في إسرائيل .
استلمت التأشيرة , وهممت بالخروج , جاءني صوت , يا صديق ... يا صديق ...
التفت خلفي ..
ألا تريد استلام الشيك الذي صُرف لك , قال أحد الموظفين باحترام ..
لم أجب بشيء
وقفتُ مذهولاً ..
ثم جاء بمحفظة فيها ( مليون دولار ) قائلاً : هذه هدية حكومتنا الموقرة لك قبل دخول أراضيها .
حملتُ المحفظة , وخرجت من السفارة , ولم أصدق ما رأيت .

وفي اليوم التالي حزمت أمتعتي , وركبتُ سيارتي وغادرت إلى القدس الحبيب ...
كان المشوار قصيراً جداً
لم أشعر بمسافة الطريق الطويل .
. . وصلت معبر ( رفح الذي أصبح فرح ) , تجمع هناك خلقٌ كثير , وكان يوجد عند المعبر ثلاث دوريات إسرائيلية ...

. . الدوريات أقلقتني ... وبدأ يدخل الشك إلى نفسي أن ما كان هو خدعة وحيلة من الصهاينة كعادتهم ...
جاء دوري تقدمت ...
ناداني الشرطي باحترام ..
. . ضع أمتعتك على هذا الشريط حتى تُفحص بالجهاز , حفاظاً على سلامتك , وسلامة المهاجرين الجدد .
دخلت أمتعتي والشرطي يسأل ما هذا و أنا أجيب :
- . . هذه مجموعة شعرية للشاعر محمود درويش الذي ناضل فيها ضدكم وندد باحتلالكم , الشرطي مبتسم , وهو يهزّ برأسه , ويشير إلى شرطي آخر بأن يُدخل الأمتعة إلى داخل الشريط الحدودي ...
-. . هذه مجموعة من المقالات للعديد من الكتاب الذين دعوا إلى الحرية , ودافعوا عن حقوق الشعب الفلسطيني ... الشرطي يبتسم .... ويشير إلى الشرطي الآخر بأن يدخل البضاعة .
-. . هذا سِفر ٌ لمؤلف عربي يثبت فيه زيغ الصهاينة بأن وطنهم الموعود هو القدس ... وكالعادة هز الشرطي برأسه متبسماً ... ومشيراً إلى الآخر بأن يحمل البضاعة إلى داخل إسرائيل ...
- . . هذا القرآن الكريم , كتابنا الذي نفخر به ...
- هذا ...
- هذا ......
- هذا .....
دخلت كل الأمتعة التي حملتها معي إلى داخل إسرائيل , ولم ألقَ مانعاً من أحد , حتى الشرطي كان يبتسم , ويهز رأسه معلناً حيرته مما جرى كما عبرت هيئته.
الأمر بدا حقيقةً ...
وما جاء بالخبر بدا صحيح
تقدمتُ أنا بالدخول , أشار إلي الشرطي بيده بأن آتي إليه ...
ذهبت ...
طلب جواز سفري ..
أعطيته جواز السفر ...
وما هي إلا ثواني , أعطى إشارة للشرطي الواقف أمامي بمنعي من الدخول .
تجهم ذاك الوجه المبتسم , وأدار وجهي عن القدس , ودفعني بقوة ... ( هيا عد وارجع )

. . نظرتُ حولي بأسى , كل ما حملته معي من أمتعة شرعيٌ ومسموحٌ له الدخول إلى القدس ؛ إلا جسدي العربي .



*******
علي دغيم .... معبر رفح 3010م

مشكور اخي علاء على ما نقلته لنا
وان شاء الله مندخل الى الاراضي الحبيبة عن طريق جواز سفرنا
العربي وبدون تاشيرة دخول ويكون حرس الحدود هم اخواننا الفلسطينيين

شكرا لمرورك اخي نور الامل

مشكور كثير اخي علاء
وانا اضم صوتي لصوتك
وتنورونا يا رب
ورح اعزمكم عندنا على البيت
مشكور اخي علاء

شكرا لكي يمان

مشكور اخي علاء
تقبل مروري

المميز مرورك ياغالي عبووووووووووووود

مشكور أخي وإبن عمي علاء
أنا صبحي مشكور
تقبل مروري

مشكور يااخي موضوع جميل للاسف هذاالواقع

مشكور اخي علاء
تقبل مروري

مشكور علاء تيل
تقبل مروري المتواضع

مشكور مروركم